لماذا أزعجتهم التجربة الألمانية؟
منذ أعلن الألمان عزمهم استئناف الدوري وبعضهم هنا أزعجهم ذلك، ومنهم من تحدى أن يتحقق هذا الوعد، بل فيه من حذرهم من نتائج هذه المغامرة، والحقيقة أن هذا عائد لرغبة خاصة في بقاء الحال على ما هو عليه في دورينا، طمعًا في موسم جديد يؤخر ظهور نتائج التحدي، أو الخوف من فشل ما راهنوا عليه، باختصار لا يريدون فقدان جنتهم التي تمنحهم الظهور والأجور، فماذا لو ألغي الموسم فعلاً من المتضرر والمستفيد؟
إلغاء الموسم الكروي ضرره على جميع الأندية في كل المسابقات لكنه نسبي، ففي دوري أندية الدرجة الأولى “دوري الأمير محمد بن سلمان لأندية الدرجة الأولى” نادِ مثل العين بالباحة والبكيرية من البكيرية ينافسان للصعود لدوري الأندية الممتازة لأول مرة في تاريخهما، وقد جمع الأول 56 نقطة متصدرًا سلم الترتيب، وحل البكيرية ثالثًا بـ50 نقطة، قبل أن يتوقف الدوري بعد الجولة الـ 28 وتبقى 10 جولات في الدوري، فمن أين لهما بفرصة مثل هذه إذا ما ضاعت.
وفي دوري أندية الدرجة الثانية يتصدر نادي هجر ترتيب المجموعة “أ” بـ46 نقطة بفارق 10 نقاط عن أقرب منافسيه الساحل، وفي المجموعة “ب” يتصدر الدرعية بـ36 نقطة بفارق 5 نقاط عن الوصيف عرعر، ولعبت من مباريات الدوري 154 من أصل 225 ما يعني أن الـ71 مباراة المتبقية ستمنح أربعة أندية فرصة الصعود لدوري أندية الدرجة الأولى بينما يعيدهم الإلغاء لنقطة الصفر.
دوري الأندية الممتازة “دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين” تتبقى منه 8 جولات ويتصدره الهلال بفارق 6 نقاط عن أقرب منافسيه النصر، وهو الدوري الأقل تضررًا في مسابقاتنا من حيث قيمة التنافس إذا أغفلنا الكلفة المالية المهدرة، فالهلال والنصر هما بطلا 2017 ـ 2018 ـ 2019م، وأحدهما يمكن له أن يكون بطل 2020م إذ لم يلغ الدوري، بينما لا حظوظ للأندية الأخرى في اللقب حتى إن استؤنف، وستحظى أندية المؤخرة بفرصة عظيمة في بقاء مضمون لم تخطر على بال أحد، والسيئ في الإلغاء أنه سيوقف فارق البطولات على وضعه لموسم آخر، وهذا في صالح الأكثر ألقابًا.
بدء موسم جديد أو استكمال الحالي، كلاهما رهن قرار حكومي تقديره بالحجم الكلي للضرر، يسري عليه ما يتقرر على كل الأنشطة في البلاد.