نور ورئاسة نادي الاتحاد
يقول البروفيسور بروس داهنينج إن الانتخابات تمثل صوت الأغلبية، ولكنها لا تعني بالضرورة إنها تقدم الأفضل بل في الواقع هي تقدم الأكثر شعبية. ورغم أنني أتفق مع ما ذهب إليه البروفيسور داهنينج إلا أنني أؤمن بالانتخابات، كونها تمثل رأي الأغلبية مع التسليم بأن رأي الأغلبية ليس بالضرورة يكون الأفضل دائمًا والأمثلة على ذلك كثيرة، فكثر هم من انتخبوا ولم يحققوا النجاح المأمول، بل على العكس كانوا معول هدم لا بناء.
والواقع أن النجاح أو الفشل في أي منشأة مرهون بالإمكانات الإدارية، فكما يقول الأستاذ الدكتور عبد الرشيد حافظ دائمًا ابحث عن الإدارة عند الفشل كما هو الحال عند النجاح، فهي التي تقود المنشأة للنجاح بأقل الأدوات والعكس صحيح، فحتى لو كانت هذه المنشأة تمتلك موارد كبيرة وإمكانات عالية قد تقوضها الإدارة فتفشل.
تمامًا كما هو الحال في نادي الاتحاد الذي يمتلك مقومات عملاقة تساعد على النجاح مثل الزخم التاريخي والقيمة السوقية والجماهيرية العريضة والاسم التجاري والتوهج الإعلامي والعناصر الجيدة والروح الاتحادية، ناهيك عن الدعم الكبير الذي تحظى به الأندية كلها من قبل الدولة ـ أعزها الله ـ، ورغم ذلك تجده يصارع على البقاء بسبب إدارته التي جاءت عبر بوابة الانتخابات.
وامتدادًا للحديث عن الاتحاد فلقد لفت انتباهي الخبر الذي نشر هنا في الغراء “الرياضية”، التي أشارت إلى أن محمد نور نوه إلى رغبته في خوض سباق رئاسة الاتحاد خلال الفترة المقبلة، ولا أعلم ما إذا كانت شروط رئاسة النادي تنطبق عليه أم لا، وإنما نور مع احترامي لشخصه فهو نجم عملاق ولاعب صاحب تاريخ عريض في مسيرة عميد الأندية السعودية.
ليس ذلك فحسب بل شخصيًّا أعده ضمن أفضل عشرة لاعبين مثَّلوا الاتحاد عبر التاريخ، ولكن رئاسة نادٍ كبير بحجم الاتحاد ليست سهلة كما يتوقع بعضهم، فهي عملية معقدة تتضمن فن إدارة الموارد المتاحة سالفة الذكر.
كما أنها تشمل وظائف متنوعة كالتخطيط والتنظيم ووضع الاستراتيجيات المستقبلية ورسم السياسات العامة بكفاءة وفاعلية لملامسة أهداف النادي، وهي تتطلب شخصية تتمتع بالقدرات الإدارية والفكرية والمالية، لا سيما في المرحلة الحرجة التي يمر بها النادي حاليًا، التي تتطلب فور انتهاء الموسم رحيل إدارة الحائلي وتنصيب أخرى بالمواصفات التي ذكرتها سلفًا، لإعادة العميد إلى جادة الطريق، فلا يليق بنادي الوطن وعميد الأندية السعودية أن يصارع من أجل البقاء في كل موسم.