لاتيني مُتَرجَم
حينما ضاق ليونيل ميسّي ذرعاً برئيس برشلونة جوسيب ماريا بارتوميو وبحال النادي الكاتالوني أعلن الرحيل، فضجّت الدنيا وكتبت الصحافة العالمية كما لم تكتب من قبل. لكنّ الشاب الأرجنتيني واللاعب الأوّل في العالم من حيث المُرتّب بأكثر من 99 مليون يورو سنوياً، أدرك جيّداً أنه إذا أراد مغادرة ناديه المُرتبط معه بعقد سار حتى 2022م فعليه أن يدفع 700 مليون يورو كشرط جزائي فعدل عن قراره وأعلن البقاء. هذه الإدارات والعقول تعي جيداً ما الذي يجب فعله وتعرف تماماً كيف تحمي مصالح النادي العُليا.
نحن هُنا في السعودية برزت لدينا على السطح هذه الأيّام قصة اللاعب البرازيلي جوليانو مع نادي النصر ورغبة الأخير في إبعاده عن مجموعته الفنيّة الجديدة، وتمسّك الأول بكامل عقده المتبقي منه عام إضافي واحد، البالغ نحو خمسة ملايين يورو ورفض العروض الأقلّ المُقدّمة له من أندية برازيلية وخليجية. واللاتيني الحامل للقميص 10 في صفوف العالمي تم استقطابه من فنربخشة التركي بنحو 15 مليون يورو في ميركاتو صيف 2018م، وأمضى مع النصر موسمين حتى الآن. وجوليانو لم يكن جيداً بما يكفي، خصوصاً في الموسم الفائت ما دفع الإدارة الصفراء إلى التفكير بإزاحته عن الفريق والظفر باسم بديل وهوما تمثّل في الأرجنتيني مارتينيز.
الآن النادي العاصمي في مأزق حقيقي فلا أندية قبلت بانضمام البرازيلي مع راتبه المرتفع ومستواه المتراجع ولا الإدارة الصفراء راغبة في بقائه في ظلّ وضعه المرتبك، ولا هو متزحزح عن مكانه التعاقدي القوي. وهذه إشكالية حقيقية تسبب بها دونما أدنى شك من صاغ العقد مع فتى السامبا المفتول، إذ لم يضع ولو مخرجاً واحداً للتخلّص منه في حال كان عبئاً كما حالته الراهنة.
اليوم، لا بد أن يدق عقد جوليانو دي باولا ناقوس الخطر وأن يجعلنا “نٌدقّق” في كل عقود اللاعبين الأجانب، وأن نفتح ملفات الوسطاء والوكالات الأوروبية، خصوصاً البرتغالية لمعرفة طريقة التعاقد وفك شفرات غموضها، وأن نطرح سؤالاً عريضًا بعرض دهشتنا وخوفنا على أنديتنا عن السبب في تمكين اللاعب غير السعودي بمزايا كثيرة وعدم حماية النادي المحلّي.
لقد بذلت الحكومة الكثير لقطاع الرياضة والشباب وأنفقت عليه بسخاء رغبة منها في رفع قيمة الدوري السعودي وإنزاله منزلته التي يستحقها بين أكبر الدوريات، وأعطت الأندية مناخاً كبيراً للدعم والتمكين، لكن هذا لا يعني أن نستسهل أموال الحكومة، وأن نضعف موقف أنديتنا القانوني والمالي والفنّي.