ديربي
التعب
ننتظر لقاء الليلة بحماس وترقب، فنتيجة الديربي ستحدد ملامح الموسم ونهاية الطريق. إذا فاز الهلال فسيكون قريبًا من تحقيق الدوري وربما يضيف معه كأس الملك والسوبر. أما إذا فاز النصر فسيعود من جديد للمنافسة على لقب الدوري وسيفوز بالكأس والسوبر أيضًا.
الفرق السعودية تتأثر كثيرًا بالعامل المعنوي، فالانتصارات تجلب الانتصارات، والخسارة تجلب الانتكاسات والغضب والتشكيك.. لا حلول وسط أما القمة أو القاع.
ما يجعل هذه المباراة صعبة للغاية على الطرفين وعلى المحللين والمتابعين أيضًا أنها تأتي وسط غموض كبير بسبب الإصابات والغيابات، وعدم اكتمال جاهزية معظم اللاعبين. لا نستطيع المراهنة على فريق أو لاعب فكل شيء وارد في ديربي الإعياء والتعب.
يحتل العامل اللياقي المرتبة الأولى من حيث التأثير على نتيجة المباراة. من يملك الوقود الكافي لإكمال المباراة سيكون الفائز. فالمباراة أشبه بسباق مسافات طويلة، لا حاجة للمهارة ولا الإبداع، الاستمرار في الركض حتى النهاية مفتاح الانتصار. سنرى لاعبين يسقطون مبكرًا وتغييرات اضطرارية قبل نهاية الشوط الأول. اللاعب الذي يستطيع الوقوف أهم من اللاعب الموهوب في هذا اللقاء.
هنا يأتي دور المدرب وقدرته على استخدام التغييرات الخمسة بذكاء وحكمة تناسب مجريات المباريات. في حال الهلال سيكون مساعد المدرب هو الحاضر مع الفريق، مع غياب رازفان لوشيسكو بسبب الإصابة بفيروس كورونا، وهذا سيجعل الأمور أصعب على الهلال، فمجريات المباراة أسرع من قرار يأتي عن بعد. الثانية تفرق في مثل هذا اللقاء.
غياب المعيوف سيصعب المباراة على الهلال، فعبد الله ليس حارس مرمى بالمعنى التقليدي بل هو من يبدأ هجمة الهلال ويساعد في البناء من الخلف. قدرته على اللعب بالقدم تفوق كثيرًا من المدافعين. يكفي أن الفريق على ثقة بأن المعيوف يستطيع التصرف بالكرة تحت الضغط. بدونه سيكون خروج الكرة من الخلف أصعب مما نتوقع.
لن يكون اللقاء سهلاً على النصر في ظل عدم جاهزية مايكون وتأخر شفاء بيتروس والغنام، فأثر كورونا على لياقة اللاعبين أثبتتها الكثير من الأبحاث. لا أتوقع أداءً استثنائيًّا لمن شفي من كورونا قبل المباراة بأيام.
لا أظن أننا سنشاهد احتجاجات كثيرة على حكم اللقاء، فالركض خلف الحكم يحتاج إلى لياقة قد لا يمتلكها معظم اللاعبين.