الخسارة
في السوبر
ربط نتيجة مباراة السوبر التي تقام بين الهلال والنصر السبت المقبل في الرياض بما يمكن فعله على خلفية نتيجة الخسارة تقلق الناديين وجمهورهما، إذ لو خسر الهلال فإن بوصلة الجمهور والإعلام ستتجه بشكل أكثر تركيزًا على المدير الفني الروماني رازفان، وإذا ما حدث ذلك فسيتسبب في بداية نشوء أزمة ثقة حقيقية وليست مصطنعة مع جمهور النادي، ما يؤدي إلى اهتزاز العلاقة بينهما ليصبح الأمر تهديدًا خطيرًا لمسيرته في الدوري.
بينما النصر بالهزيمة سيفقد الثقة، التي بدأت تتنامى في الجولات الخمس الأخيرة من الدوري بعد البداية الكارثية، وهو ما يعني العودة إلى المربع الأول الذي لا يمكن أن يتحمله جمهوره، ما يساهم بنقض كل ما تم غزله لنسيج نصر الحاضر والمستقبل، وتداعيات ذلك على حال الإدارة التي تواجه بالكثير من النقد، ومدربه الكرواتي المؤقت، وبالتالي إضعاف معنويات وطموح القادمين الجدد من العناصر التي تم استقطابها، وإفساد العملية برمتها.
عادةً مثل هذه المباريات “السوبر” افتتاحية موسم لا يتجاوز دورها السلبي أو الإيجابي أكثر من جولة أو ثلاث في الدوري، لكن توقيت سوبر هذا الموسم مختلف فهو يقع وسط زحمة التنافس، وما يرافقه من شحن وضغط نفسي، وجهد بدني وإصابات لاعبين وفترة انتقالات، لذا لا يمكن أن ينتهي دون أن يترك بصمته على الفريقين والتي لا تمحى سريعًا، ومن ذلك فإن التحضير للقادم الذي يعقب المباراة أكثر من أهمية ما تم عمله من استعداد قبلها، وهو دور يجب أن يتفهمه الجميع.
السيناريوهات المتوقعة للمباراة لا تختلف فنيًا عن أي مواجهة تجمعهما، إلا أن رسم سيناريوهات خاصة لكل نادٍ لما بعد المباراة هو الأكثر حاجة، فالهلال يريد أن يحافظ على لقب الدوري والنصر يريد أن يلحق بالتنافس، وإذا ما تركا تأثير الخسارة وما تتسبب فيه دون خطة هذا سيقودهما لما هو مجهول، وستكون أكثر من خسارة، وبحسب ظروف كل منهما ستفتح أبواب، قد يخسران حتى تغلق الكثير من الجهد والمال والإنجاز.
وبحسب كل نادٍ تختلف معالجة الخسارة، ووضع السيناريوهات المناسبة، ومن هنا تلعب الكفاءة والخبرة الإدارية التي لا بد أن يدعمها الاستقرار والفهم المشترك بينهما، والأجهزة الفنية واللاعبون الذين يشكلون حجر الزاوية، كما أن الفوز وإن كان يحتاج إلى ما يواجهه بشكل محسوب والذي لا يضر بما بعده، إلا أنه ليس مثل الخسارة بالتأكيد.