احترام
رئيس الهلال
يطالب جمهور الهلال بإلغاء عقد المدرب بعد النتائج السلبية، التي جعلت فرقًا تحقق أول انتصاراتها التاريخية على الهلال تحت قيادة المدرب الروماني، الذي فقدَ السيطرة على فريقه، وأصبح في حالة ترنُّح، لا يبدو أنه سيخرج منها قريبًا.
أوافق على فكرة الاستغناء عن لوشيسكو، لكنني في الوقت نفسه أحترم ترُّيث الإدارة في اتخاذ القرار، فحساباتها تختلف عن حسابات الآخرين. مَن يجلس على كرسي الرئاسة، ينظر للوضع من زاوية تختلف عمَّن يجلس على مقعد المتفرج، الذي يرى طرد المدرب أسهل من شرب القهوة.
أجدني في موقف وسط بين الإدارة والمشجع، موقف يجعلني أتفهَّم غضب الجماهير ورغبتها في طي صفحة المستوى الرديء الذي يقدمه الهلال حاليًّا، مع الأخذ في الاعتبار وجهة نظر الإدارة التي تستحق الاحترام، لأنها تنظر للموضوع برؤية أوسع، لا تركز على أثر القرار على المدى القصير فقط، بل وعلى أثره في السنوات المقبلة أيضًا.
إذا أصرَّت الإدارة الهلالية على بقاء المدرب، فعليها العمل سريعًا على تجاوز المشكلات الفنية التي أوصلت الهلال إلى هذا الوضع، ويمكن تلخيصها في التالي:
1ـ إصرارالمدرب على البناء من الخلف حتى لو تجمَّع كل لاعبي الفريق الخصم في منطقة جزائهم.
2ـ عدم إعطائه الفرصة للاعبين الشباب.
3ـ إصراره على إشراك اللاعبين الأجانب بشكل أساسي حتى لو هبط مستواهم.
4ـ تشنجه الكبير بمجرد تسجيل هدف في مرماه، وإخراجه المدافعين دون تفكير في تقبُّل أهداف إضافية، تصعِّب عليه المباراة.
5ـ تغيير مراكز اللاعبين بشكل غير مدروس.
لدي قناعة بأن استمرار المدرب يعني استمرار المشكلات الفنية، فالمدرب عنيد جدًّا، ولا يعتقد أبدًا أنه سبب المشكلات الفنية التي يعاني منها الهلال، فهو دائم الحديث عن التحكيم والحظ وسوء الطالع، وهذا الخطاب لا يدل على أن الأمور ستتغير.
المخرج الوحيد لنجاح خطوة استمرار المدرب، هو في اقتناعه بوجود مشكلات فنية في الفريق، والعمل على حلها. أما إذا واصل عناده وإيمانه بأنه يعمل بالشكل الصحيح، ولا يحتاج إلا إلى قليل من التوفيق، فإن الهلال في رأيي مقبل على كارثة أكبر من خسارة السوبر والصدارة.
القضية ليست أن يبقى المدرب، أو يرحل، القضية هل سيتغير شيءٌ ما إذا استمر؟
بغض النظر عن الاختلاف في الرأي مع الإدارة، أتمنى أن يتعامل جمهور الهلال مع الرئيس فهد بن نافل باحترام وتقدير، يليق بأخلاق هذا الرجل النبيل.