كأس
السعودية
كنا على موعد يختلف عن كل المواعيد.. كأس السعودية خطفت الأنظار بالتنظيم الرائع، والنقل التلفزيوني العالمي، والإثارة حتى الأمتار الأخيرة. مَن حضر استمتع، ومَن شاهد عن بُعد لم يصدق ما يحدث أمام عينيه، فالبطولة لم تكن الأغلى ماليًّا فقط، بل والأغلى فنيًّا ومعنويًّا أيضًا، ورمزيًّا كذلك فيكفي أنها تحمل اسم السعودية.
حضور سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وتتويجه الفائز، أعطى البطولة بُعدًا جديدًا، وأثبت بأن الرياضة في قلب عراب الرؤية والتغيير. دعمه الرياضة امتدادٌ لما نحظى به في الوسط الرياضي منذ ثلاث سنوات. حراك غير مسبوق في كل الرياضات.. إنجازات وراء إنجازات.
كسب المنظمون الجولة بعد أن قدموا لنا منتجًا بمواصفات عالمية. على الرغم من التحديات الكبيرة، وتأجيل معظم البطولات العالمية بسبب فيروس كورونا، إلا أن الأمير بندر بن خالد الفيصل وفريقه كانوا على مستوى المسؤولية، وارتفعوا فوق كل معضلة مقدمين نموذجًا سعوديًّا متفردًا، يعكس حبنا لاستضافة الأصدقاء والأشقاء من الخليج والعالم.
لم ينتهِ السباق بشكل عادي، إذ إن “مشرف” حقق المعجزة بتفوقه في الحدث الأكبر على أفضل خيول العالم. قبل السباق لم يكن “مشرف” في قائمة الترشيح، كان “تشارلتان”، و”نكست جو” في أول القائمة، ولم يخيِّبا التوقعات، فقد انطلقا مثل سهمين باتجاه الريح، تنافسا حتى اعتقدنا أن السباق حُسم بين الأمريكيين. مَن يا ترى الفائز، الفارس بالشعار الأصفر أم الأسود؟ لكنَّ “مشرف” تفوَّق على نفسه، وقدَّم مئة متر ملحمية لا يقدمها إلا مَن يملك روح السعودية.
ستبقى هذه النسخة من كأس السعودية عالقةً في الذاكرة، لأنها أثبتت بأن السعودية ليست فقط قادرةً على النجاح في التنظيم وتقديم بطولة من فئة “7 نجوم”، بل وأيضًا قادرة على الفوز وإبهار كل محبي الخيل.
هذا النجاح امتدادٌ للنجاحات السابقة التي حققتها السعودية بسبب الدعم غير المسبوق. إنها قصة، وحلم يصعب تصديقه، لو لم نشهد على الحدث لما صدقنا القفزات الهائلة في ثلاث سنوات. “فورمولا إي”، و”فورمولا 1”، ورالي دكار، وبطولة العالم للملاكمة، وطواف السعودية، والسوبر الإسباني والإيطالي، وكلاسيكو العالم، وغيرها من البطولات التي لا تستطيع دولة واحدة مهما فعلت أن تنظمها وتنجح في تنظيمها.
إنها السعودية يا سادة، تعود للواجهة، وتبهر العالم بفضل رجل واحد يملك الرؤية والرغبة والهمة.