ليفاندوفسكي في الهلال
تعمل الأندية السعودية بمعزل عما يحدث في كرة القدم العالمية، لذلك لا يعنيها التغيرات التي تحدث خارج الحدود، وهذا يصعب تطور الكرة السعودية. فطرق اللعب والخطط والاستراتيجيات تتغير بشكل سريع نحتاج معها لفتح أعيننا جيدًا لنتعلم عند متابعة المباريات الأوروبية.
عندما خرج منتخبنا الوطني من دور الـ 16 في كأس آسيا 2019، التي أقيمت في الإمارات كانت هناك أصوات تطالب باستمرار مدرب المنتخب خوان بيتزي، لأنه مبدع في الاستحواذ، ولكنني عارضت استمراره لأنه كان يتبنى طريقة المنتخب الإسباني التي حقق بها كأس العالم 2010. هذه الطريقة كانت ثورة في وقتها، ولكن كرة القدم تخطتها وجاءت طرق أكثر فاعلية قضت على الاستحواذ وجعلته عاملاً ثانويًّا. المنتخب الإسباني خرج من الدور الأول في كأس العالم 2014 وبطريقة مذلة لم يمر بها بطل من قبل، حيث خسر الافتتاح بخماسية وخسر المباراة الثانية أمام تشيلي ليغادر البطولة، بغض النظر عن نتيجة مباراته الأخيرة. وكرر الكارثة عندما خرج على يد روسيا في 2018، رغم أن لاروخا مرر 1147 في المباراة مقابل 307 للدب الروسي وبدقة تمرير تعدت 90% ونسبة استحواذ قاربت 80%.
كرة القدم تمر بمرحلة مختلفة جعلت الفرق القادرة على التأقلم تنجح والعكس بالعكس، فقد زادت قيمة المهاجم الصريح وأصبح اللاعب الأهم، بعد أن كان لاعب الوسط المهاجم محور الكون لعقود. انتهى المهاجم الوهمي بلا رجعة وأخذ معه الليبرو وقلت أهمية صانع اللعب. أصبح الضغط العالي العكسي gegenpressing الأسلوب الأمثل لتسجيل الأهداف، وبدأ المدرب الذكي يسأل نفسه لماذا أمرر مئة مرة لأفكك الدفاع وأصل للمرمى، وأنا قادر على الضغط على المدافع الضعيف وأقطع الكرة وبتمريرة واحدة أسجل هدفًا؟
أنديتنا اليوم مطالبة بوضع التغيرات العالمية في الحسبان عند التعاقد مع مدرب أو لاعب، لا تتعاقد مع مدرب يلعب بثلاثة مدافعين، ولا مدرب يلعب بمهاجمين، ولا مدرب لا يؤمن بالضغط العالي. أيضًا يجب التركيز على استقطاب المهاجم الهداف الذي يتميز بالقوة والسرعة، هنا لا أقصد لاعبًا خلف المهاجم أو مهاجمًا وهميًّا أو 9.5، بل أقصد مهاجمًا صريحًا على شاكلة مهاجم بايرن ميونيخ وأفضل لاعب في العالم ليفاندوفسكي.
لو كنت مسؤولاً عن فريق لدفعت 50% من قيمة اللاعبين الأجانب في مهاجم صريح وقسمت البقية على البقية.