60 مليونا
تكفي
أعشق المدرسة الواقعية وأحب من ينطلق من الواقع للوصول إلى حدود السماء. ما حصل في نهائي كأس الملك درس في الواقعية ليس إلا، فالتعاون أفضل من الفيصلي فنيًا وعناصريًا وماليًا، ولكن الأمور ذهبت للعنابي وحقق الكأس الغالية بكل استحقاق.
أثبت الفيصلي أن الأندية ليست بحاجة لمئات الملايين للحصول على بطولة، 60 مليونًا مجموع ما صرفه الفيصلي هذا العام، وكانت كافية للفوز بالكأس والتأهل لأبطال آسيا والسوبر. هذا المبلغ تصرفه الأندية في التعاقد مع لاعب واحد فقط.. المال ليس بديلًا عن العمل. يمكن أن تشتري لاعبين لكنك لا تستطيع صناعة فريق.
أثبت الفيصلي أن الهدوء سر البطولات، فالرئيس الذهبي فهد المدلج رجل هادئ بطبعه ومحبوب في الوسط الرياضي، لا يصرح للإعلام إلا نادرًا ولا أتذكر أن الفيصلي كان جزءًا في قضية جدلية ملأت الوسط الرياضي وشغلت الناس، لذلك كان الفريق يلعب بلا ضغوط ولا صراعات.. صراع الملعب فقط يستحق الجهد.
أثبت الفيصلي أن التركيز يصنع النجاح، فكل الجهود تتمحور حول الفريق، لذلك يتميز الفيصلي ومنذ أعوام باختياره للاعبين مميزين ومدربين ناجحين، بل إن الفيصلي أصبح بوابة اللاعبين الأجانب والمدربين يمرون من خلالها للأندية السعودية والخليجية، أيضًا الفيصلي تميز بإعادة اكتشاف اللاعبين المحليين. عدد من اللاعبين الذين غادروا أنديتهم وجدوا في الفيصلي بيتًا يمكن أن يبدأوا فيه صفحة جديدة ويثبتوا قدراتهم بعيدًا عن الظروف التي مروا بها في السابق.
لا شك أننا أمام نموذج جديد.. أمام فريق يلعب بتواضع ودون تعالٍ أو غرور.. نحن أمام فريق واقعي أثبت أن المال لا يصنع البطولات. أما القاسم المشترك في نجاح الفيصلي فهو الإدارة الجيدة الهادئة التي تعمل ليل نهار من أجل مصالح الفريق.
يجب أن يكون الفيصلي حذرًا من تكرار نموذجي الفتح والتعاون. فسبب معاناة الفتح في الموسم الذي تلا تحقيقه بطولة الدوري أنه لم يتوقع أن الفرق أصبحت تعامله بشكل مختلف.. فعندما تحقق بطولة كبرى مثل الدوري أو الكأس فإن نظرة الفرق لك ستتغير وستلعب معك بقوة أكبر وحماس لا يتوقف، وستصبح هزيمتك بحد ذاتها هدف وطموح كل الأندية.
أجد نفسي مغرمًا بالفيصلي لأنه أثبت أن المنطق في العمل الجاد وليس في كثرة القيل والقال وصرف الأموال.