قد
لا نتأهل
حسم منتخبنا التأهل للتصفيات النهائية لكأس العالم بنسبة كبيرة بعد فوزه تواليًا على منتخبي فلسطين واليمن.
لعب المنتخب بروح عالية وانضباط تكتيكي جيد جعله يحسم المبارتين مبكرًا. الفضل يعود للمدرب الفرنسي الرائع هيرفي رينارد الذي بنى فريقًا متماسكًا له شخصية وهوية وأسلوب لعب واضحة. رينارد من أفضل المدربين الذين أشرفوا على المنتخب وهو أقرب المدربين للهولندي فان مارفك من جهة أن كليهما استلم تدريب المنتخب وهو في حالة غير جيدة.
رغم المستوى الجيد الذي قدمه المنتخب هناك ملاحظات يجب على المدرب مراعاتها في المستقبل وأختصرها في ثلاث نقاط.
أولًا: يجب أن يستقر على رأس حربة واحد ويعتمد عليه بشكل كامل وألا يقوم بالتدوير في هذا المركز، مركزين يجب الثبات عليهما طوال التصفيات الحارس والمهاجم الصريح. الثبات على المهاجم يساعده على الإبداع ويزيد ثقته في نفسه.
بالنسبة لي الثقة في النفس أهم عوامل نجاح المهاجم.
في مباراة فلسطين لعب صالح الشهري أساسيًّا وسجل هدفين ولكن المدرب أخرجه في الدقيقة 70.
وفعل الشيء ذاته في مباراة اليمن عندما أخرج الشهري الدقيقة 70 مع أنه كان قريبًا من التسجيل.
ثانيًا: الاحتفاظ بنجوم الفريق حتى نهاية المباراة وعدم التفكير في المباريات القادمة.
حيث أصر المدرب على استمرار فهد المولد وسالم الدوسري حتى الدقيقة 90 في مباراة اليمن رغم أن الفريق اليمني أصبح أكثر شراسة في تدخلاته على لاعبي المنتخب في آخر المباراة وكان بالإمكان إخراجهما مع الدقيقة 70 دون أن يؤثر ذلك على الفريق حماية لهم من الإصابة.
سالم الدوسري تعرض لإصابة قوية أمام المنتخب الفلسطيني بسبب إصرار المدرب على استمراره طوال المباراة رغم التقدم المبكر برباعية.
ثالثا: يجب أن يتوقف لاعبونا عن المراوغة في وسط الملعب.
نحن نلعب تصفيات كأس العالم وليس بطولة صالات.
عندما نلعب أمام منتخبات منضبطة مثل الكوري والياباني والأسترالي فإن المراوغة تعني هجمة مرتدة على مرمى العويس.
مشكلة أزلية لدى اللاعب السعودي أنه يعتقد أن المهاراة في التسحيب، وأن المراوغة هي الأصل وإذا تعذر توقتها يمكنه التمرير.
المراوغة يجب أن تكون في نطاق ضيق وعند عدم وجود فرصة للتمرير وليس وسط الملعب بأي حال.
لدينا منتخب رائع يمكن أن يتأهل إلى كأس العالم، ولكنه بحاجة إلى نضج أكبر واحترافية تساعده على الاستفادة من مخزون المهارات التي يمتلكها اللاعب السعودي.