بطولة
أوروبا علمتنا
شعرت بالإحباط وأنا أشاهد بطولة أمم أوروبا، لم أتوقع أن هناك سنوات ضوئية تفصلنا عن أوروبا. المحبط أكثر أنه لا يوجد لاعب واحد يلعب في البطولة شارك في دورينا رغم المليارات المدفوعة على اللاعبين الأجانب.
أول عوامل نجاح البطولة هو التحكيم الرائع، لا عودة للفار إلا في حالات نادرة، وعندما يذهب الحكم لمشاهدة الحالة لا يستغرق أكثر من عشر ثوان ويعود بالقرار الصحيح. لا دقائق من الحوار بين غرفة الفار والحكم كما يحدث عندنا. هناك هيبة واحترام للحكم ولا أحد يعترض على قراراته، لدينا الحكم يُدفع ويُضرب واللعب مستمر.
أما العامل الذي جعل هذه البطولة تتفوق حتى على كأس العالم فهو الأداء الجماعي، الكل يتحرك ويشارك والنجم يذوب في الفريق ويساهم مع الزملاء في تحقيق الانتصارات. ضغطت بالخطأ رقم القناة فوجدت نيمار يلعب وحيدًا أمام بيرو يحاول مراوغة كل لاعبي الخصم. كان يلعب وكأنه سوبر مان لا أحد يستطيع أخذ الكرة منه حتى زملاءه.
التمثيل الذي دمر كرتنا وجعلنا لا نشاهد مباراة دون أن يطالب اللاعبون بعشر ركلات جزاء غير موجود في البطولة الأوروبية. من النادر أن ترى لاعبًا يبالغ في السقوط ويتلوى كأنه سقط من ناطحة سحاب. ومن يجرؤ على التمثيل يجد له كرتًا محرجًا يجعل وجهه يتحول للأحمر القاني.
النقل التلفزيوني يُدرس يا جماعة، دقة في متابعة الكرة وجمال في التركيز على المدربين والحكام وقليلًا من الجماهير. أما التصوير عندنا فغريب عجيب، أكثر من يخرج على الشاشة إداري الفريق، لا أعرف السر وراء شعبية الإداري عند مخرج المباراة. مع الوقت أصبح الإداري يمثل بشكل مفتعل يقبل طفلًا ثم يركض للاحتفال مع اللاعبين وهو ينظر للكاميرا ثم يقفز بحركة بهلوانية في الهواء “أقل من 3 ملم” وكأنه من سجل الهدف.
أرضية الملعب نصف المباراة، عجيب هذا العشب الأخضر.. يفتح النفس ويسر الناظرين، قبل أن تبدأ المباراة تحس بالاحترافية تتطاير في كل مكان. أما عشبنا فلونه غريب دائمًا مصفر بل إنه يميل للبني. لا يمكن أن تجد مترًا مربعًا واحدًا بنفس اللون.
أما المضمار بلونه الترابي الذي يزين ملاعبنا فقاتل للمتعة، وجد فيه الإداري مسرحًا كبيرًا للقيام بدوره التمثيلي.