تغير التحكيم وتغير الاتحاد
وقفت مبهورًا بالتحكيم في بطولة أمم أوروبا الصيف الماضي، كان اللعب سريعًا والحكم لا يحتسب فاولًا إلا باحتكاك مستحق. أبرز ما شاهدته خلال البطولة كان اعتماد الحكم على رؤيته دون الرجوع إلى الفار إلا في حالات دقيقة وبسرعة كبيرة.
الدوري الإنجليزي هذا الموسم تبنى الأسلوب ذاته الذي لا يعطي فاولًا لمجرد الاحتكاك. يقول رئيس التحكيم في الدوري الإنجليزي مايك رايلي “في الأساس، نريد أن ننتهج الأسلوب الأفضل الذي يسمح للاعبين بإظهار مهاراتهم، ويسمح باستمرار دوران الكرة دون توقف، وهذا يعني أن التحكيم بالكامل، سواء كحكم أو حكم الفيديو المساعد، يجب ألا يتدخل في المخالفات التافهة”.
عدنا للحكم المحلي فعاد التحكيم للقيام بدوره كمعطل للعب وقاتل للمتعة وكاسر لرتم المباراة. الحكم المحلي يعشق الصفارة ويعشق النقاش مع اللاعبين والشرح لهم. يعشق التحدث مع الفار بالدقائق، وكأنه يقول القرار عند الفار. يريد أن يحسب فاولًا مع كل احتكاك ويحب تلك اللحظة التي يطلب منه حكم الفار مشاهدة اللقطة. يجري بكل ثقة فالأنظار كلها عليه ثم يتسمر عند الشاشة ويغص بالقرار. في مباريات نسينا أين توقفت الكرة ونسينا النتيجة وفقدنا الرغبة في متابعة كرة القدم.
في مباراة الفيصلي والفيحاء ألغى الحكم هدفين بسبب تلامس بسيط، لم يعد الاحتكاك الخفيف يحسب فاولًا في العالم يا حكم. انتشرت ظاهرة جديدة لدى المدافعين وهي السقوط بمجرد تسجيل هدف للخصم على الحكم أن يلغيه. وستنتشر عادات وظواهر أخرى لأن الحكم المحلي لا يعنيه ما يحدث في كرة القدم العالمية.
الاتحاد يعود:
لم يكن لقاء الاتحاد والنصر مجرد مباراة لحساب الجولة الخامسة بل هي نقطة تحول في المنافسة على الدوري وإعلان رسمي بأن الاتحاد عاد إلى القمة ولن يتنازل عنها بسهولة. الجميل في الاتحاد أنه يلعب كرة قدم حديثة وسريعة لا تعتمد كثيرًا على التمريرات القصيرة المملة. مع كورنادو ورومارينيو وجروهي وحجازي سيكون من الصعب أخذ النقاط من الاتحاد. إذا ما أراد الاتحاد خطف بطولة الدوري فيجب أن يلعب المباريات الصغيرة كما يلعب المباريات الكبيرة. أيضًا الاتحاد بحاجة إلى تألق اللاعب المحلي بشكل أكبر. في كل مباراة يبدع العبود والمالكي وسعود عبد الحميد يكون فوز الاتحاد مسألة وقت.