متى
الخمسة؟
عندما تشاهد سيارة تمشي بسرعة 200 وأمامها جرف، لست بحاجة للتوقع أو التخمين، أنت فقط تغمض عينيك وتنتظر الكارثة.
لا نحتاج أبدًا لاستعراض الأرقام ولا النتائج، لسنا بحاجة للحديث عن الأداء الهزيل وقلة التسجيل، فالصغير قبل الكبير يعرف أن المدرب البرتغالي لن يستمر مع الهلال.
تذكرني قيادة جارديم للهلال بالمدرب زوران ماميتش عندما توالت الخسائر على الهلال إلى أن خسر بالخمسة من التعاون وغادر. خسر بعدها الهلال الدوري وخرج بلا بطولات.
المشكلة ليست في زوران أو جارديم فهما مدربان رائعان، ولكن ليس مع الهلال. عرفت أن زوران لن ينجح منذ اعتمد على قلب الدفاع الأسترالي ميلوش ديجينيك كمحور. لا أحب استعجال الأحكام ولكن النظرة الدفاعية للكرواتي وضحت منذ البداية، لذلك كان يفكر في الدفاع إلى أن مسخ هوية الهلال الهجومية ورحل بهزيمة تاريخية.
البرتغالي لا يختلف كثيرًا عن الكرواتي في طريقة التفكير، فالنزعة الدفاعية تتملكه وتملي عليه خياراته. منذ حضر فاجأنا بالاعتماد على جحفلي في المحور، ثم أكمل سلسلة الخيارات الدفاعية المتحفظة في كل خطواته. في مباراة النصر اختار البليهي في الظهير على حساب اليامي.. واختار اليامي في أوقات أخرى كجناح وغيّر مركز ناصر الدوسري وكاريلو وماريجا والفرج. استمر في التغيير حتى تحول الهلال لشيء آخر لا يشبه الهلال.
الأسوأ من كل ذلك أنه يحب الكرات الطويلة التي من الصعب أن تنجح مع الهلال. من الدفاع للهجوم.. لا حاجة للمرور على الوسط، لذلك اختفى معه بيريرا والفرج، فاللعب المباشر من قلب الدفاع لرأس الحربة هو الأسلوب الذي يفضله. الهلال منذ عرفته وهو يلعب في الوسط.. يتحرك في ملعب الخصم.. يلعب في المساحات الضيقة وبين الخطوط. أما اليوم ففريق التشتيت لا البناء.. فريق الفوضى لا التنظيم.. فريق اللادفاع واللاهجوم.. فمن نلوم؟
الآن تكشفت الأمور ووصلنا لقناعة كاملة بأنه لا يصلح للهلال، والحل أن يُقال قبل أن يخرج بهزيمة تاريخية تجبر الإدارة على إقالته وقد تأخر الوقت لإنقاذ الموسم.
مباراة الليلة مع الرائد قد تكون الأخيرة للبرتغالي، وقد تكون المباراة التي تليها، فقط اغمضوا أعينكم وانتظروا الكارثة.