أسرار ارتباط
جماهير الاتحاد
بناديها
جماهير الاتحاد ظاهرة تستحق الدراسة والتمعن والبحث، فهم السند الأول للكيان عبر التاريخ، وهم من يحضر ويساند ويؤازر، وإن اختلفت الإدارات وتبدلت الأسماء وتغير اللاعبون.
هو لهم عشق متوارث تتلقفه أجيال بعد أجيال، فلربما تتباين وجهات نظرهم وتختلف آراؤهم، ولكنهم يلتقون عند محبة الكيان وأمام ذلك تسقط كل الاعتبارات الأخرى، فبالنسبة لهم لا يهم أن يكون العميد في الطليعة أو دون ذلك، ولا يلتفتون إلى حجم الخصم أو أهمية اللقاء فواجبهم الحضور، وهم أبدًا لم يقصروا في واجبهم عبر نحو مئة عام، ببساطة لأن الإخلاص طبعهم والوفاء شيمتهم وعلى ذلك جبلوا فيحضرون ويرددون:
دايم بنحضر لو مهما تخسر
حبك يا إتي عادة فينا
العميد بالنسبة لجماهيره مصدر سعادة وعنوان بهجة وبارقة أمل، هو ماضيهم بعبقه المجيد وحاضرهم بحلوه ومره ومستقبلهم بأفقه المضيء، إن في تشجيع الاتحاد متنفس لهم، وبانتصاره تكتمل فرحتهم وتهنأ سريرتهم وتبلغ سعادتهم عنان السماء، لذلك تجدهم في سبيل رفعت شأن ناديهم لا يترددون في بذل الغالي والنفيس وتقديم التضحيات لتجاوز العقبات واعتلاء المنصات.
إن سر الارتباط الوجداني والعاطفي والذهني لجماهير الاتحاد بناديها، يتلخص في أن هذا النادي قام على نبذ الطبقية والفوقية فهو نادٍ شعبي للجميع على حد السواء، كما أنه يتميز بمساحة واسعة لحرية التعبير وإبداء الرأي بشفافية، فتجد أصغر مشجع يستوقف رئيس النادي ويناقشه في شؤون بيته الثاني (الاتحاد)، كما أن العميد يتميز بأنه نادي الوطن منذ ميلاده، فكان يبدع عندما يمثل الوطن أمام البوارج الإنجليزية والفرق الإندونيسية، ثم توجه الملك عبد الله بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ بهذا اللقب المشرف، كما أن الإجحاف الذي يتعرض له نادي الاتحاد بين الحين والآخر له تأثير في التفاف الجماهير حول النادي، ثم تأتي بعد ذلك بطبيعة الحال الانتصارات والإنجازات والنجوم ليضيفوا زخمًا إلى اتساع رقعة القاعدة الجماهيرية لنادي الاتحاد وارتباط هذه الجماهير بالكيان أكثر وأكثر، وعبر الزمان شعارهم دائمًا لا يتغير:
أبحر يا إتي بهذه السفينة
واحنا لك دائم مرسى ومينا
فهنيئًا للاتحاد بجمهوره وهنيئًا للجمهور باتحادهم، وهنيئًا لرياضة الوطن بالاتحاد وجمهوره.