حمد الله الشخصية وبيريرا المريض
وجدت نفسي في حيرة غير مسبوقة وأنا أشاهد مهاجم الاتحاد الجديد حمد الله يسجل هدفه الأول مع أول مشاركة ومع أول فرصة سانحة للتسجيل. لم يسجل من انفراد ولا من ركلة جزاء، بل من كرة رأسية.. التسجيل بالرأس أصعب طرق التسجيل لأن اللاعب بحاجة لتوقيت دقيق للارتقاء وتركيز كبير في ضرب الكرة بالرأس وتوجيهها للزاوية البعيدة عن الحارس.
سجل كأنه لم يغيب يومًا.. سجل كأنها لم تمر عليه أشهر من الخلاف العاصف مع النصر، كأنه لم يُنهَ عقده.. ويهيم على وجهه.. كأنه غير مطالب بأكثر من 80 مليونًا. لعب المباراة ورمى كل الضغوط خارج الملعب. شخصية أسطورية لا تتأثر بالضغوط ولا بالكلام.. لم يتأثر من الانقطاع الطويل عن المباريات.. ولا كثرة الكلام والحكايات، بل كان حاضرًا وكأنه يلعب موسمه الثالث مع الاتحاد.
علم النفس الرياضي، هذا العلم الجميل، فسر لنا ما يحدث مع عبد الرزاق قائلًا: “الشخصية هي النمط الفريد للسلوك والخصائص التي يظهرها الشخص/ الرياضي. يعتقد علماء النفس أن النجاح أو الفشل في الملعب تحدده الشخصية”.
يضيف علم النفس: “تعتبر الثقة عنصرًا أساسيًا في كيفية تأثير الشخصية على الأداء الرياضي، فالرياضي الذي يعتقد أنه سينجح من المرجح أن يفعل ذلك أكثر من الشخص الذي تحطمه شكوكه الذاتية”.
إذا ما قارنا الظهور الأول للمغربي بالظهور العشرين لبيريرا، نجم الهلال، سنجد عظمة علم النفس والدور الذي تلعبه الشخصية في التأثير على أداء اللاعب. فبيريرا يبقى مكبلًا بشخصية ضعيفة تحاصرها الشكوك، لم تساعده على إطلاق كنز المواهب والقدرات التي يمتلكها. يتحرك بشكل جميل، يستلم الكرة بطريقة لا يفعلها إلا ميسي ومارادونا، ولكنه أمام المرمى يتحول إلى لاعب محطم كأنه يركل كرة من حديد، بالكاد يلمسها وبالكاد يوجهها فتذهب للمرمى ضعيفة تفتقر للقوة والشخصية والثقة في النفس.
اقترح على الهلال الاعتماد على متخصص في العلاج النفسي للوصول لجذور المشكلة، ومساعدة اللاعب على إخراج كل ما يملكه ليتمتع الجميع بهذا النجم الذي لن يتكرر مرة أخرى في ملاعبنا.
لا يمكن ترك اللاعب بهذا الشكل، فرؤيته يواجه المرمى مؤلمة.. صدقوني لن يستطيع تخطي هذا المشكلة وحيدًا.. اللاعب بحاجة مساعدة.