من عيوب المدربين
مع التغيير المستمر للأجهزة الفنية ومع تعدد الأسماء واختلاف المدربين من ناحية المدارس التدريبية أو الأفكار الخاصة، إلا أننا وحتى الآن لم نشاهد أي مدرب يختار أسلوب الدفاع المتقدم، وينجح بالتنفيذ والوصول إلى مرحلة الهوية الثابتة مع القدرة على التغيير بحسب الحاجة الفنية وقوة الفرق المنافسة، ويعد أسلوب الدفاع المتقدم من أصعب الاتجاهات الفنية في كرة القدم، وذلك لعدة أسباب مهمة وحاسمة في تحقيق الفوز والسيطرة على المباراة ومنها غلق المساحة، على الفريق المنافس من الأمام ومحاولة إبقائه في ملعبه حتى لا يشكل خطورة على المرمى، كما أن إتقان هذا الأسلوب يساعد على تقليل الوقت المطلوب لقطع الكرة وحصر الأحداث في مكان محدد ومساحات صغيرة، وكذلك إجبار خط دفاع أي فريق منافس لارتكاب المزيد من الأخطاء، ومنعه من بداية البناء الخلفي وتنظيم الهجمة.
ولا شك أن كل هذه الخيارات والخطوات تحتاج إلى نوعية خاصة جدًّا من حراس المرمى ورباعي خط الدفاع، والحقيقة أن فرصة تعدد الخيارات بين المحترفين الأجانب لم تستغل بشكل جيد من قبل المدربين، لذلك لم نشاهد أي طفرة فنية أو أفكار تستحق الإعجاب.
إتقان التنظيم الدفاعي على النحو الذي يضمن أو يقلل من فرص الوصول إلى المرمى يحتاج إلى درجة عالية من مهارة التغطية واستخلاص الكرة، كما يحتاج إلى تفاهم وانسجام وقيادة من نوع خاص. والملاحظ على أغلب فرق الدوري المبالغة في عميلة التراجع عندما تكون الكرة لدى المهاجمين، وهذا التراجع يعطي الفرصة باستلام الكرة واللعب خلف خط الوسط، ويسمح بتحديد الزوايا وسهولة التسديد، كما أن المساندة الهجومية بالنسبة للأظهرة يجب ألا تكون بمثابة الثغرة الواضحة للهجمات المرتدة وتهديد المرمى ولا يكفي التواجد أو التمركز داخل المنطقة أثناء الضربات الركنية إذا لم يكن هناك مراقبة لصيقة ومتابعة مستمرة أثناء التنفيذ.
وبكل تأكيد فإن التشتيت العشوائي وعدم دراسة وفهم أساليب الاستفزاز والتمثيل التي يستخدمها بعض المهاجمين لاكتساب الضربات الثابتة وتسجيل الأهداف تعد من العيوب الكبيرة التي لا تتوافق مع أندية الطموح العالي في تقديم المستوى الفني الراقي وتحقيق البطولات.
والخلاصة أن إدارات الأندية أصبحت مطالبة الآن أكثر من أي وقت مضى بجلب أفضل المحترفين الأجانب، وأن تزيد من مساحة الثقة والتشجيع لجميع النجوم والأسماء الواعدة من اللاعبين المحليين.