عدالة
«فيفا»
الفارق كبير جدًا بين الكرة الأوروبية واللاتينية مقابل الإفريقية والآسيوية، وبالتالي من حق بطلي أوروبا وأمريكا الجنوبية أن يلعبا في مونديال الأندية مباشرة من الدور نصف النهائي. هذا هو معيار عدالة التنافس في نظر “فيفا” وعلى المتضررين مراعاة فارق المعايير، بين مونديال الأندية ومونديال المنتخبات وبالتالي عدم الاحتجاج فالخصم هو القاضي.
صحيح 100 في المئة أن الفارق الفني كما يراه “فيفا” وأن الكرتين الأوروبية واللاتينية تتناوبان على الحصول على كأس العالم بنسختيه المخصصتين للمنتخبات والأندية، لكن “عدالة المنافسة” حاضرة في الأولى بلعب كل المنتخبات المتأهلة إلى دور المجموعات بالتساوي، بينما في الثانية نظام أعرج ينظر إلى الأندية خلاف الأوروبية واللاتينية بلا احترام.
أجندة “فيفا” مزدحمة أم مزحومة؟ فهي ترقب بحذر الدوريات الأوروبية، لكنها تنظم مونديال الأندية في موعد يتضارب مع بطولة أمم إفريقيا! تحرم ممثل إفريقيا من لاعبيه المشاركين مع منتخب بلادهم، ولا تعير الجمهور الراغب في حضور البطولتين من المدرجات أي اهتمام، وتفرض على من يتابعها خلف الشاشات أن يستنفر كل وقته أو يختار بينهما.
أشرت في هذه الزاوية بتأريخ الثاني من ديسمبر 2019م إلى مسعى “فيفا” لجعل كأس العالم للأندية المناسبة الثانية بعد المونديال، حيث قرر أن يجعله بين 24 ناديًا على أن تستضيف تلك النسخة الصين 2021م، لكن ذلك حالت دونه “جائحة كورونا” وظل بذات العدد والنظام وهي النسخة التي تستضيفها حاليًا أبوظبي، ولم يعلن “فيفا” بعد أنه ما زال عازمًا على تنفيذ هذه الفكرة أم اعترض عليها الأوربيون وأشقاؤهم اللاتينيون؟
ولنفترض أن البطولة أقيمت بهذا العدد المقرر لها أن يتأهل عن قارة آسيا أربعة أندية، هي نادٍ من الدولة المضيفة “الصين”، والمتأهلان إلى النهائي من الشرق والغرب ونصف مقعد يتنافس عليه الفريق الفائز من المباراة التي تجمع الفريقين الخاسرين في نصف النهائي، فكيف لـ”فيفا” الذي يبرر له البعض النظام الحالي بعدم وجود وقت كافٍ لتعديله بما يتيح أن يلعب الجميع عدد واحد من المباريات ومن ثم الأدوار النهائية، كيف يمكن له أن يبرمج هذه البطولة في أجندته وألم يكن من الأولى تعديل النظام الحالي، وهل يجوز في عرف “فيفا” وميثاقه تنظيم بطولة بلا عدالة بين المتنافسين؟