مع احترامي لرأيك!
ـ حتى حين يقوم الإنسان بتصرفات خاطئة وأفعال غير سويّة، فإنّه يفعل ذلك بُغْيَةَ الوصول إلى هدف محدّد وبلوغ غاية مرجوّة، ومهما كان ذلك الهدف، ومهما كانت تلك الغاية، فهي بالنسبة إليه مفيدة، وتحقق له شيئًا ممّا يريده، ويسعى إليه، أيًّا كان ذلك الشّيء.
هذا في حالة القيام به بعيدًا عن لحظة الغضب!. الغضب وحده؛ يجعل الإنسان يقوم بتصرّفات خاطئة، وأفعال مُشينة ومرتبكة وفاقدة للسّويّة، دون هدف محدّد، ودون غاية مرصودة!. قد يخطئ الإنسان، وقد يفشل فلا يصل إلى مسعاه لأسباب كثيرة، لكن الغاضب، حين يتحرّك ويتصرّف ويقول ويفعل في لحظات الغضب، فإنه يفشل لأنه من الأساس، وبسبب تحكّم الغضب منه وسيطرته عليه، لم يكن يعرف أساسًا ما الذي كان يريد الوصول إليه أصلًا ليصل إليه!. الغضوب هازم نفسه!. والغضب متحالف دائمًا مع الدَّرَك ضدّ الإدراك!.
ـ متى ما سمعت أو قرأت هذه الكلمات فلا حاجة بك لانتظار ما بعدها: “مع احترامي لرأيك”، بعدها يأتيك كل ما يُسَفِّه هذا الرأي ويمسح بالاحترام البلاط!. “صحيح ولكن”، بعدها يأتيك كل ما ينفي صحّة ما قيل عنه إنّه صحيح!.
هناك كلمات أُخرى لا أنصح بتتمّة التّواصل مع أصحابها: “أثبت لي أنك تحبّني”: الحبّ الذي يحتاج إلى إثبات ليس حبًّا، والذي يطلب مثل هذا الطَّلَب يريد، في أفضل حالاته وأصدقها، تَنْحِيَة القلب جانبًا، وإحالة أوراق الحب لمكتب العقل!.
ـ مَرَّ بي، قال: إن وقع صديق لك في ورطة، وسواءً حكى لك ذلك أم سمعته من غيره، فلا تُضيِّق عليه بقولك: “ألم أقُلْ لك؟!”، “قلتُ لك”!. ليس فقط لأنّ هذا التذكير رديء ولا ينفع في شيء لحظة قوله، وليس لأنّك بهذا التّذكير تزيد صاحبك فوق الورطة ثُقل العتاب بطعم الحِسَاب فحسب، ولكن لأنّك في الغالب لا تكون قد قلت الحقيقة تامّة!. ربما قلتَ له نعم، لكنك في الغالب، قلتَ أشياء أُخرى أيضًا!، ولكنك الآن، الآن فقط، لا تتذكّر، إلا ما يخصّ فطنتك ونبوغ تفكيرك في الأمر المتورِّط فيه صاحبك!. في الغالب: قلتَ ما قُلتَ، لكنك قلتَ أشياء أُخرى أيضًا!. أشياء فيما لو تمّ تذكّرها حرفيًّا ربّما ألغت ما تتذكّره الآن!. ما أكثر ما يقول النّاس الشيء ونقيضه!. قد لا يكون ذلك في جلسة واحدة أو في حديث واحد متّصل، لكنهم يفعلون!.
ـ ضجيج السوشال ميديا نقلنا من المُعبِّر إلى العَابِر!.
ـ ليس هناك جريمة كاملة، هذا يعني أنّ كل ما هو “كامِل” ليس جريمة!. على الأقلّ: القَتَلة والفنّانون يؤمنون بهذا!.