البندري في الهلال ومريم في النصر
لا تكن طماعًا.. فلا إنجازات تتحقق من أول مشاركة.. طموحنا كان خسارة مقنعة، ولكن منتخب المملكة الأول للسيدات أبدع من أول طلة، وحقق انتصارين برائحة الورد والكادي والعنبر. كنا مقتنعين بالمشاركة والحضور فقط، اعتقدنا أن النتيجة خسارة لا محالة، لا تتوقع أي إنجاز من أول مشاركة.
يبدو أن الإرث الطويل لكرة القدم السعودية جعل مشاركة الصقور الخضر هذه المرة مختلفة وتفوق توقعاتنا وأحلامنا لتسطر تاريخًا جديدًا يضاف لما حققته المنتخبات السعودية المتتالية. ما يميز هذه المشاركة أنها جاءت في وقت تعيش فيه المرأة السعودية أزهى أيامها، فقد حققت المرأة السعودية الانتصارات في كل الميادين والمستطيل الأخضر تتويج لخطوات تاريخية تخطوها المرأة بكل اقتدار.
سجلت البندري مبارك اسمها في التاريخ كأول سعودية تسجل في مباراة رسمية، لم تتوقف عند المباراة الافتتاحية أمام منتخب سيشل، بل قدمت مباراة عظيمة أخرى، وسجلت هدفين في مرمى المالديف أحدهما بالكعب على طريقة تاليسكا.
دخلت سارة خالد وتالة الغامدي ومريم التميمي والبندري مبارك وبقية لاعبات المنتخب التاريخ كأول تشكيلة تمثل المنتخب وتدافع عن ألوانه.
أصبح لدينا منتخب جديد ننتظر مبارياته، ونتابع نتائجه، ونفخر بإنجازاته، وما تحقق من أول مشاركة يعطي لنا الأمل أن هذا المنتخب قد يحقق الكثير من الإنجازات التاريخية للمملكة.
المنتخب السعودي للسيدات بحاجة لدعم حقيقي من خلال توحيد الجهود في عمل مؤسسي يجعل المواهب تبرز وتبدع، ولا أجد طريقًا آخر سوى تبني الأندية السعودية لفرق نسائية تمثلها في دوري ممتاز يضمن الحضور الجماهيري ويجعل الأندية تقوم بدورها في دعم المرأة وتمكينها.
أسماء الفرق النسائية المشاركة في أول دوري هي التحدي، سما، الهمة، السهام الزرقاء، اليمامة، العاصفة، نسور جدة، اتحاد القوة، الكرة المشتعلة، الليث الأبيض، شعلة الشرقية، المملكة النسائي، الواحة، اتحاد النسور.
هذه الأسماء لا تعني لنا شيئًا، لها قيمتها الكبيرة عند أصحابها بالطبع، ولكن الحماس سيبلغ ذروته عندما يلتقي الهلال بالنصر في ديربي العاصمة لدوري كرة القدم للسيدات، ويلتقي الأهلي بالاتحاد، والتعاون بالرائد، هنا نقطة التحول في الكرة النسائية.
أتمنى أن أسمع قريبًا إضافة شرط “وجود فريق كرة قدم نسائي” للدعم الحكومي للأندية.