السيطرة الهلالية النصراوية المزعومة
لنسأل ما الذي جعل الاتحاد الأقرب للحصول على لقب الدوري؟ كيف حدث هذا بالرغم من أن ما ذهب إليه القريبون إليه وجاره الأهلي من الإعلاميين والجمهور، مقتنعون بأن المنافسة باتت محصورة بين ثنائي العاصمة الهلال والنصر ولمواسم مقبلة؟ قالوا ذلك رددوا وزادوا وأعادوا فيه المواسم الثلاثة الماضية، فكيف استطاع الاتحاد أن يتقدم بخطى واثقة للمنافسة، ولن أسأل لماذا عجز الأهلي عن ذلك!.
بناء حائط الإحباط أو التثبيط، أسهل من بناء منصة متينة للوقوف عليها بثبات والانطلاق منها بقوة، يمكن للاتحاديين بعد الحصول على اللقب هذا الموسم أن يراجعوا ما جرى لهم المواسم الثلاثة الماضية، وما فعلوه هذا الموسم لاستخلاص الكثير من الدروس والعبر، كما يمكن للأهلاويين إذا ما انتهى موسمهم بأقل الخسائر، من الاقتناع إن إصلاح أنفسهم وتخليصها مما شابها من عجز أو ظنون، هي أولى خطوات العودة للمسار الصحيح.
مسح فكرة أن الهلال والنصر ممكنان من السيطرة على البطولات، في شقها الأول رغبة في استخدام الشك عوضًا عن البحث عن أسباب حقيقية، وشقها الآخر استسلام لوهم فارق القوة، الاتحاد قدم خدمة عظيمة للكرة السعودية من خلال إعادة التنافس للمسار الصحيح، بتكذيب فكرة متعجلة كادت أن تهيمن على المشهد وتصبح حقيقة، الاتحاد فعل هذا نتيجة مراجعة فنية أنتجت مدربًا وعناصر متسلحة بالثقة العالية في النفس، والانكفاء على اللعب والنتائج.
على أرض الملعب صورة لا تنفك عما يحدث خارجه، هذا غالبًا وبالتالي لا يمكن لتصرفات إدارة نادي ومن يساندها أو يقودها من خارجه إلا أن تظهر بصماتها على اللاعبين والمدرب، مسيرة النادي الذي حدد أهدافه شراكة يخطط لها البعض ويتساند الكل في تنفيذها أهم احتياجاتها الحماية والمراجعة، ومعاول هدمها تغيير مساراتها وتولي عديم الخبرة أو الضعيف أمرها.
فارق النقاط الذي أمن به الاتحاد مسيرته، وشخصية الفريق ومن يحيطون به، وما يصدر عن مسيريه والمواقف التي يتبنونها، وتوليفة الفريق من لاعبين أساسيين محليين وأجانب وبدلاء، تكفي للقول إنه عاد للمنافسة أما مسألة ضمان اللقب تلك لم تكن واردة لأحد قبل ثمان جولات من انتهاء الدوري، يكفيها في كل الأحوال أنها نسفت فكرة الهيمنة الهلالية النصراوية المزعومة.. لا بد أن نتذكر أن الشباب كان وصيف الموسم الماضي والاتحاد الثالث وأن يستيقظ الأهلي للحاق بالجميع.