برشلونة الممل.. برشلونة المظلوم
شاهدت مباراة برشلونة أمام غلطة سراي في الدوري الأوروبي، ولم أشعر بما اعتدت أن أشعر به وأنا أشاهد الفريق الكاتالوني. جهزت الدهشة وكل أحاسيس الإثارة والانبهار مع قليل من المكسرات والفشار، ولكن ظني خاب، كان الأداء مملاً وباهتًا ولا يشبه أداء برشلونة العظيم الذي سحر عشاق كرة القدم لعقدين من الزمان.
كنت متفائلاً بتلك المباراة بالتحديد، لأن الفريق بدأ يتحسن مع تشافي هيرنانديز، واستطاع المحافظة على سجل خالٍ من الهزائم في ثماني مباريات متتالية، ومعه بدأ يصعد في سلم الترتيب إلى أن وصل للمركز الرابع.
من شاهد المباراة عرف أن برشلونة لن يعود وأن مصيره لا يختلف عن مانشستر يونايتد الذي تحول لفريق بلا لون ولا طعم ولا نتائج. بقي برشلونة على الاستحواذ القديم وكأن كرة القدم توقفت عند عام 2006.
في مباراة غلطة سراي كان برشلونة يحرك الكرة من اليمين للشمال ومن الخلف للأمام، ويمرر تمريرات قصيرة مبالغ فيها، ولكن دون خطورة على حارس الأتراك، بل إن الخطورة جاءت من مهاجم الفريق التركي الفرنسي بافيتمبي جوميز الذي سجل هدفًا ألغاه الحكم بسبب التسلل.
منذ أكثر من ثلاث سنوات عرفت أن برشلونة سيدخل نفق حالك السواد يصعب الخروج منه، خصوصًا مع عودة الفريق لنغمة المظلومية والمؤامرة الكونية ضد الفريق الكاتالوني، حيث بدأت تصريحات المدربين واللاعبين تسير في هذا الاتجاه المؤدي مباشرة للسقوط الحر.
في تصريح غاضب لمدرب الفريق “رونالد كومان” لتلفزيون برشلونة بعد الخسارة في مباراة الكلاسيكو بداية الموسم قال “كل القرارات ضدنا”. “في خمس مباريات لم يكن هناك أي شيء في مصلحتنا. لا أعتقد أنها ركلة جزاء. حكام الفيديو في إسبانيا يعملون فقط ضد برشلونة”.
وخرجت صحيفة “سبورت” الكاتالونية بتحقيق بعد المباراة ذكرت فيه أن الحكم الذي احتسب ركلة جزاء غير صحيحة ينحدر من عائلة تربطها “علاقات مدريدية عميقة”. وذكرت أن والد الحكم شُوهد يرتدي قميص ريال مدريد.
الحقيقة أن برشلونة يعاني بشكل كبير محليًّا وخارجيًّا، وفقد الفرصة للفوز بالدوري الإسباني وخرج من دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا، والآن مهدد بالخروج من الدوري الأوروبي على يد الفريق التركي.
عندما تعلق الفشل على عوامل خارجية.. فإن المشاكل الداخلية ستستمر.