2022-03-19 | 23:27 مقالات

العالم الذي نعيش فيه

مشاركة الخبر      

ـ مقال اليوم مما قرأته من أخبار حول العالم، ولا داعي أن أنقل لكم شيئًا مما يدور بين روسيا وأوكرانيا، فأخبار الحرب وتداعياتها تظهر لنا من كل مكان، لذلك سأتجه عكس التيار، وأنا خبير في الاتجاهات المعاكسة، ولا أذكر فشلًا شخصيًا في أمر ما إلا وكانت خلفه فكرة معاكسة للتيار، ماذا أفعل.. مشكلتي أنني صدقت من أوصونا بالتفكير خارج الصندوق.
واليوم أقدّر أنها نصيحة مبهمة وغير واضحة إن لم تكن وهمًا، لأن الأفكار لا تتطور بالقفز بل بالإضافات والتطوير، أي أننا ننهل من الصندوق وندور داخله مع تغييرات محدودة، لن يكتشف أحد العجلة من جديد، قد يُطور أو يضاف عليها شيئًا جديدًا لكنها تبقى عجلة. سأذهب إلى الخبر الذي قرأته قبل أن يتحول المقال إلى ما لم أخطط له. قرأت أن رجلًا ابتلع هاتفه الجوال، وبقي في بطنة عدة أيام، ولم يخرجه إلا الطبيب بعد اشتداد الآلام، يقال والله أعلم أن زوجة الرجل طلبت منه أن تطلع على هاتفه لأنها تعتقد بأن قلبه تمدد، فقد لاحظت ابتساماته بعد قراءته للرسائل التي صار يطالعها بعيدًا عنها، كما أنه لم يعد يضع هاتفه على الطاولة كالعادة، بل يبقيه في يده أو جيبه، بالإضافة إلى اختفاء كلمات الحب التي كان يقولها عند دخوله المنزل، ولأنه والله أعلم (عامل عمله) رفض إعطائها الجوال، مظهرًا استغرابه وحزنه من شكوكها الغريبة، لكنها أصرت إصرار الواثق، وعندما ازداد الحصار وجاءك الموت يا تارك الصلاة قام ببلع هاتفه، مدعيًا بأنه قد فقده، حتى أنه صار ينظر لها نظرات الشك بأنها هي من أخفته عنه! لا أدري ما الذي حصل بعد عملية استخراج الجوال، والطبيب كان حائرًا بين طلبين، طلب الزوج الذي أوصاه أن يسلمه الجوال بعد أن يستفيق من تخدير العملية، وبين طلب الزوجة بإعطائها الجوال بعد استخراجه من بطن زوجها. أدعوا له بالستر والسلامة يا أعزائي.
ـ في البيرو وفي يوم 25 ديسمبر وضمن احتفالات يوم الميلاد يقام مهرجان تقليدي، من ضمنه يخوض المتخاصمون معارك في ما بينهم، كل رجل لديه مشكلة مع آخر يدعوه للعراك، الفكرة أن يظهر الفرد كل ما فيه من غضب على الآخر، على ألا يكيد أو يتكلم أحدهم على الآخر بسوء طيلة أيام السنة القادمة، قرأت عن الاحتفال الأخير أن شخصًا دعا صديقًا له، ومكّن الصديق أن يضربه دون أن يقاومه، وعندما سأل عن تصرفه قال بأنه كان مخطئًا في حق صديقه وأراد له أن يأخذ حقه. تخيلت لو أن البشر فعلوا ما فعله هذا الرجل، أوصلني الخيال إلى أن العالم قد تحول إلى حلبات ملاكمة. لا أظن أن خيالي سيتحقق يومًا، فالاعتراف يحتاج إلى شجاعة، وهذه ميزة يختص بها الشجعان فقط.