أكذوبة رياضة
بلا سياسة
رياضة بلا سياسة شعار زائف لا يطبق إلا في حالات “ترف” تستطيع خلالها المنظمات القارية والدولية استعراض عضلاتها، ولربما أصبح الأمر اليوم أكثر انكشافًا بعد أن هدمت الحرب الروسية الأوكرانية الجدار الذي كانت هذه المنظمات ورجالها يختبئون خلفه.
اليوم روسيا وبضغط معلن من الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، تتعرض لوابل من قذائف القرارات التي تضرب رياضتها ورياضييها في مقتل، يطلقها تجاهها “فيفا”و”يويفا” وتحكم لصالحها “كاس” للمساهمة في إحكام طوق العقوبات الاقتصادية لأسباب سياسية، فهل هذا يعني التخلي عن هذا الشعار “رياضة بلا سياسة”، أم تعليقه انحناء للعاصفة.
سمعة “فيفا” التي بدأت في التعافي من قضايا الفساد التي اجتاحتها من ساسها إلى رأسها، لا شك أنها لم تكن تتمنى أن تجد نفسها سريعًا تنقلب على قواعدها الرئيسة بـ “السماح بتسييس الرياضة”، لتدخل من جديد دائرة الشك في أن تستطيع بعد ذلك المنظمة الدولية “الأقوى” في نظر البعض حماية المبادئ التي قامت عليها واحترام نظامها الأساسي، الذي وافق عليه أعضاؤها الـ211 اتحادًا دولة.
إلا أن الذي لا يصح هو الاعتقاد أن المنظمتين الرياضيتين الدوليتين “الأولمبية” و”فيفا”، تختلفان عن المنظمات والهيئات الدولية الأخرى التي وإن بدت صالحة ومفيدة وعادلة، إلا أنها لا تملك في النهاية إلا أن “تستسلم” لضغوط “القوى الدولية” وتنحرف في قراراتها عن جادة الصواب، ما يعني أن علينا التعامل معها بكثير من الحذر وقليلًا من التبجيل وإسقاطها كنموذج أو قدوة.
يجب أن نتذكر أن “فيفا” طالب بوقف التدخل السياسي في شؤون الكرة، على خلفية الأصوات التي دعت لسحب استضافة روسيا لمونديال 2018 م ولفصل السياسة عن الكرة وفي ما يتعلق بالمباريات بين الأندية السعودية والإيرانية ضمن مسابقة دوري أبطال آسيا فهل كانت أكذوبة؟، ومعه يحتاج الجميع لإيضاحات حول ما يتخذه هذه الأيام من قرارات ضد روسيا وإقناع العالم بأنها تتفق مع القيم والمبادئ التي يقوم عليها، والتعريف الجديد لـ “فصل السياسة عن الكرة” ما إذا كان هو ما تم تطبيقه في حالة روسيا أم أن “فيفا” انحاز مع السياسة، أم كلاهما كانا ضحايا لها.