خلاف أبعد النجار.. وعثرة إنتاجية وراء عرض جزأين «الشهد والدموع»..
يطلق ثنائية عكاشة وعبد الحافظ
دشن موسم الدراما الرمضانية، قبل 39 عامًا، الثنائية المصرية الشهيرة، التي جمعت بين الراحلين الكاتب أسامة أنور عكاشة والمخرج إسماعيل عبد الحافظ، وأثرَت الشاشة العربية بأعمالٍ عدّة بينها “ليالي الحلمية” و”المصراوية”.
بدأت هذه الثنائية بمسلسل “الشهد والدموع”، الذي عُرِض الجزء الأول منه بدءًا من 12 يونيو 1983م، الموافق 1 رمضان 1403هـ. جسّد العمل صورةً من صور الصراع بين الخير والشر داخل العائلة الواحدة، عائلة رضوان، وأثره على المجتمع.
وشارك في البطولة نخبة من الفنانين، على رأسهم الراحلان يوسف شعبان “حافظ الشرير” ومحمود الجندي “شقيقه شوقي”، وعفاف شعيب.
وتعانقت ألحان الموسيقار الراحل عمار الشريعي مع كلمات الشاعر الراحل سيد حجاب، فأحاطتا ما كتبه عكاشة وأخرجه عبد الحافظ بشارةِ بدايةً غنّاها علي الحجار ولا تزال عالقةً في الأذهان، وجاء فيها “كلنا من أم واحدة أب واحد دم واحد.. بس حاسين باغتراب”.
وفي تصريحاتٍ سابقة، كشف الراحل عكاشة أن عبد الحافظ لم يكن المرشح الأول لإخراج المسلسل، وإنما كان الراحل رضا النجار، لكن اجتماعاتٍ مع الأخير بيّنت للمؤلف غياب أرضية فكرية مشتركة. على إثر ذلك، اتفقا على الالتقاء عبر عمل آخر، واختار عكاشة صديقه عبد الحافظ بديلًا، وهو ما وافقت عليه استديوهات عجمان الإماراتية الخاصة، الجهة المنتجة.
وخلال جلسات التحضير، اتفق عكاشة وعبد الحافظ على إسناد دور “زينب” لفردوس عبد الحميد ودور “شوقي” لصلاح السعدني. ومع انشغال الأخيرين بأعمال فنية أخرى، ذهبت شخصية “زينب” إلى عفاف شعيب، وشخصية “شوقي” إلى الراحل الجندي. أما شخصية “حافظ”، فكان شعبان المرشح الأول والأخير لها، بعد نجاحه مع عكاشة في مسلسل “الفارس الأخير”، الذي عُرِض عام 1978م ومثّل انطلاقةً للمؤلف.وبعد 40 يومًا من بدء التصوير في عجمان، عانى المنتج من عثرة مالية، وأبلغ المخرج اكتفاءه بما تم تصويره، علمًا أن المؤلف خطط لجزءٍ واحد.
أمام ذلك، اضطر الصديقان عكاشة وعبد الحافظ إلى تقسيم الحلقات على جزأين، الأول 16 حلقة والثاني 20، بمجموع 36 حلقة. وأذيع الأول بالفعل، فيما تسلّم التلفزيون المصري باقي الحلقات، وأنتجها وعرضها بدءًا من 20 مايو 1985م، الموافق 1 رمضان 1405هـ.