68 ممثلا شاركوا في العمل.. والميزانية مليون و100 ألف جنيه مزرعة دجاج تجهز مسلسل
«لن أعيش في جلباب أبي»
ما زالت ذكريات شهر رمضان الكريم في عقولنا بطقوسه وروحانياته المختلفة، ومن ضمن هذه الذكريات المسلسلات التي كانت تعرض في شهر رمضان زمان، حيث انطلق في رمضان 1416 مسلسل “لن أعيش في جلباب أبي” من إخراج أحمد توفيق، وبطولة نور الشريف، عبلة كامل، ياسر جلال، رشوان توفيق، حنان ترك، محمد رياض والكثير من الفنانين الذين وصل عددهم إلى 68 ممثلًا، وحقق نجاحًا كبيرًا عند عرضه وما زال، إلا أن كواليسه كانت مصداقًا للحكمة القائلة إن الأعمال الخالدة تخرج من رحم المعاناة فقد عاش فريق عمله الكثير من الأزمات التي وضعت الكثير من نجومه في صفوف نجوم الصف الأول وعلى رأسهم عبلة كامل.
ولدت فكرة المسلسل لدى المنتجة ناهد فريد شوقي عندما قرأت الرواية الأصلية لإحسان عبد القدوس، وتواصلت مع السيناريست مصطفى محرم، الذي كان صديقًا لوالدها فريد شوقي، وعلى الرغم من كونه لم يكن متحمسًا لفكرة العمل إلا أنه مع إلحاح المنتجة كتب فكرة العمل التي استعان فيها بـ 5 في المئة فقط من الرواية الأصلية، معللًا ذلك أنه يجب أن يطغى السيناريو على العمل الأدبي.
وأوضح الفنان عبد الرحمن أبو زهرة، الذي قدَّم شخصية المعلم سردينة، أن النجوم الذين اعتذروا عن شخصية المعلم سردينة ندموا فيما بعد، ولم يذكر من هم، إلا أن عماد عبد الله، المشرف على الإنتاج في المسلسل، صرح بأنه عرض مبلغ 7 آلاف جنيه على الفنان حسن حسني مقابل أدائه شخصية المعلم سردينه، التي تنتهي في الحلقة الـ 10، إلا أنه طلب 10 آلاف جنيه ولم تكن ميزانية العمل التي وصلت مليونًا و100 ألف جنيه تسمح بهذه الزيادة، وهو ما دعا المخرج والمؤلف إلى ترشيح صديقهما الفنان عبد الرحمن أبو زهرة للشخصية، ولأنه كان مرتبطًا بعمل مسرحي في الإسكندرية كان يسافر يوميًّا من الإسكندرية إلى القاهرة لتصوير مشاهده لثقته في المخرج والمؤلف والبطل أنهم سيقدمون عملًا قويًّا .
ولأن ميزانية العمل كانت محدودة كما ذكر عماد عبد الله، وإيجارات الاستوديوهات في ذلك الوقت كانت باهظة الثمن، فلن يستطيع القائمون على الإنتاج استئجار استوديو لعمل ديكورات وكالة البلح به، وهو ما جعل المخرج المنفذ يقترح استئجار مزرعة دجاج إلى جوار استوديوهات شبرامنت التي كانت تصور فيها المخرجة رباب حسين أحد أعمالها، ولقي اقتراحه قبول الجميع، وحوَّل مهندس الديكور سيد أنور المزرعة إلى وكالة البلح، التي تم فيها تصوير أكثر من 40 في المئة من مشاهد العمل.
كما أن المسلسل كان مهددًا بعدم الإذاعة في رمضان بقرار من ممدوح الليثي، رئيس قطاع الإنتاج، الذي طلب إذاعة مسلسل “هارون الرشيد” بدلًا منه، على الرغم من أنه كان قد تم تصوير 20 في المئة فقط منه، إلا أنه أمام إصرار المخرج وبطل العملين نور الشريف وأحمد توفيق تقبل الليثي طلبهما في الأيام الأخيرة بتأجيل إذاعة “هارون الرشيد” للعام التالي.