الرياضة يا وزارة التعليم
الرياضة المدرسية هي عبارة عن نواة لآفاق مستقبلية رياضية في كل دول العالم، لذلك قامت وزارة الرياضة لدينا بالتعاون مع وزارة التعليم بتدشين مشروع دوري المدارس الذي انطلق في عام 2019. ويهدف إلى اكتشاف المواهب الرياضية ورعايتها حتى تساهم في تحقيق إنجازات باسم الوطن مستقبلًا. وتشمل المرحلة الأولى التصفيات على مستوى إدارات التعليم في المدن والمحافظات والمناطق التابعة لها وتعرف بالبطولة العامة. والمرحلة الثانية تشمل التصفيات على مستوى المناطق. والمرحلة النهائية على مستوى المملكة ويطلق عليها اسم بطولة المملكة للنخبة، علمًا بأن دوري المدارس ينظم في "47" محافظة ويشارك طلاب وطالبات المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية الذين تتراوح أعمارهم ما بين 12 و18 عامًا. وشارك في نسخته الأولى "118" ألف طالب مثلوا "5441" فريقًا. والجميل أنه في هذه السنة تم إدراج العديد من الألعاب الأخرى ضمن المشروع مثل كرة الطائرة والسلة واليد وغيرها من الألعاب.
وبصفة عامة أستطيع القول إن أعداد الطلاب المشاركين والفرق كبيرة، ولكن يجب أن نذكر أن الهدف من المشروع ليس استقطاب أكبر عدد من الطلاب وإنما اكتشاف المواهب الرياضية وهنا أسأل ما هو مصير الموهوبين الذين يغادرون الدوري مبكرًا لضعف الفرق التي يلعبون معها؟ والحديث في هذا السياق يمتد إلى المخرجات فحتى الآن لم نسمع عن المخرجات رغم أن موقع "دوري المدارس" على تويتر يبث بعض الفيديوهات عن لاعبين موهوبين بالفعل ومن الممكن الاستفادة منهم مستقبلًا.
وبالحديث عن تويتر ومواقع التواصل الاجتماعي فالحقيقة أن موقع دوري المدارس على تويتر فعال ومحدث ويبث فيديوهات جميلة ومعبرة، ولكن لم ألمس أي مواكبة تجاه المستجدات على إنستجرام. أما الموقع الرسمي لدوري المدارس على الويب فهو شبه مهجور فالمعلومات المدرجة قديمة والأخبار عتيقة، وذلك لا يليق بمشروع حيوي هام يخاطب جيل التقنية.
وأختم بالقول إن الفكرة رائعة، ولكن نجاحها لا يتوقف على وزارة الرياضة فحسب، بل أيضًا على وزارة التعليم التي أعدها شريكًا إستراتيجيًا في مشروع وطن وليس فقط جهة متعاونة فمن الأهمية بمكان أن تؤمن وزارة التعليم برسالة الرياضة كشاهد على رقي الأمم وتقدم الشعوب وتنهض لدفع عجلة التقدم الرياضي في وطننا الغالي من خلال تدريس الرياضة كمادة علمية في المدارس وتعضيد جهود وزارة الرياضة عبر تطوير المنشآت الرياضية المدرسية المتهالكة وتحسين المخرجات الرياضية التعليمية كمًا وكيفًا، بما يتواكب مع رؤية المملكة 2030.