في فلسفة الدوري
منافسات الدوري تعلمنا كل موسم وننسى الدرس، لتعلمنا من جديد دون أن نتعلم أو نريد أن نتعلم، على سبيل المثال الهلال يتدرج من الترتيب الخامس بفارق أكثر من عشر نقاط، إلى الثاني بفارق ثلاث نقاط عن الاتحاد الممسك بالصدارة منذ وقت طويل، فنتفاجأ؟!
القصة ليست أن الهلال يستطيع وتغافلنا، ولا إنكار أن الاتحاد مؤهل وبقوة للتمسك بصدارته حتى النهاية، بل في تعمدنا إسقاط لائحة المسابقة التي تمنح اللقب للأكثر نقاطًا بعد لعب الجولة الأخيرة، وأن تقاليد المسابقة التنافس على مراكز الترتيب الذي يتحول في مرة إلى لعبة “الكراسي الموسيقية”، وأخرى إلى لعبة “سلم الثعابين”، وأن البقاء واللقب لهما شروط لا تتغير أوتتبدل.
موسم 2018 م لحق النصر بالهلال من مسافة 6 نقاط، وتقدم عليه بفارق نقطة قبل جولتين من نهاية الدوري، لكنه عاد وسلم الهلال الصدارة بفارق النقطتين من جديد جراء خسارته من الاتحاد، لكن الهلال نفس الجولة أعاد له الهدية بخسارته من التعاون لتفصل بينهما الجولة الأخيرة، اليوم الاتحاد يتقدم على الهلال بثلاث نقاط وأمامهما ثلاث جولات، فكيف ستجري الأمور؟
الاتحاد يواجه الطائي وفي نفس الوقت الهلال أمام أبها، يمكن لهاتين المباراتين أن تغير في الحسابات أيًا كانت نتيجتهما، حتى لو فازا سيكون ذلك من صالح الاتحاد، بينما إن خسر الاتحاد نقطتين أو ثلاثًا وأضاف الهلال لرصيده نقاط “أبها” سيدخل الهلال في صراع اللقب بشكل عملي، فيما سيحسم الاتحاد اللقب إن فاز وخسر الهلال، أما تهاديهما النقاط في الجولتين الأخيرتين من شأنه أن يفاقم من فقدان اللقب، أويضاعف من فرحة تحقيقه.
في أكثر من مناسبة أشرنا إلى أن “فلسفة” منافسات الدوري واحدة في العالم كله، لا يمكن أن تتغير بالترشيحات أو التطمينات، هي تعتمد على عدد النقاط مقابل عدد الجولات، لا يحسمها “التغافل” ولا “الإنكار” لن يحصل أي ناد على الترتيب الذي يريده أو يتوهم أن بالإمكان الحصول عليه، لعبة الدوري طويلة ومنهكة وتتطلب خطة عمل، ومراقبه مستمرة للاتجاهات التي يمكن أن يأخذك إليها وينتظر قدرتك في “التحكم” بالمسار وفرصك في التوجيه... لعبة “المراكز” نتيجة ولعبة “الميدان” سبب.