النقد
على حواف الخطر
الجالسون في المدرجات وعلى “الكنبة” في البيوت وغيرهم في المقاهي والاستراحات، منضمون إلى من يمتلكون منصات إعلاميه أو يظهرون من خلالها، ومعهم المغردون والمشاركون في فتح المساحات، جميعهم يشكلون عين الرقيب والناقد لـ “الكورة” في شأنها كله، دقه وجله.
هذا وضع طبيعي وحق مكتسب لمن جعلوا همهم متابعة ودعم الأندية واللاعبين، والذين لولاهم لما كان للتنافس قيمة ولا أهمية، لكن “الخلل” في انتقائية الناقد، ورغبة المغرد الظهور على حساب النادي واللاعب، ومغالاة المشجع في حق تملكه لكل ما يخصهما، واعتبار مثل هذه الحالة بيئة صحية.
أنا من الذين لا يشكل لهم التغير الاجتماعي، صدمة أو ضيقًا أو ريبة لأنه عندي نتيجة طبيعية لتطور الحياة، ومن ذلك ما يحدث في عالم “الكورة” أندية ولاعبين وجمهورًا وإعلامًا ومنصات تواصل وانفتاحًا على العالم لسهولة التنقل، وبالتالي لا بد لذلك من أثر يحدث التغيير ويبرره.
نتفهم التغير في معالجات التحليل الفني وطرق اللعب والخطط، وإعداد اللاعب وصقله وتطويره واستحداث مدارس كروية جديدة أو تطوير القديم منها، ومعه تغير واجبات اللاعب في كل مركز يستوجب الاستغناء عمن يعجز عن الوفاء بها، إلى من يستطيع بدلًا من الاختيار بحسب مقياس الموهبة والمهارة، وغير ذلك مما هو على عشب الملعب.
لكن القصد توسع النقد إلى حوافه الخطرة من خلال ما أتاحته التقنية من أدوات يمكن للجميع التعبير من خلالها، تغير معايير اختيار العاملين في إدارة الأندية ومعه تراجع قدرة “أهل الدار” عن المشاركة في كل مفاصل “الكورة” محاولة دفع “الصحافة” وأهلها خارج دائرة الأهمية في ممارسة دورها، أو التقليل من أثره.
بروز أسماء وتيارات جديدة تتصارع فيما بينها لقيادة المشهد الكروي، ارتباك الرقيب وتداخل مسؤوليات حراسة البوابة لأكثر من جهة، كل ما تم ذكره أعلاه يجب أن يخيفنا لأنه يعني أننا نهرول جميعنا في اتجاه واحد نتسابق فيه على من يحقق مبتغاه لا غير.
هي مرحلة مخاض وإن طالت، ومسؤوليتنا جميعًا يتقدمنا أصحاب وجهات الاختصاص أن نعمل من أجل التصحيح بوضع ضوابط ومحددات وشروط وآليات، كما لا بد من الاعتراف بأن غالب “الجدل” سببه عدم وضوح الجهات المعنية بالتنظيم والضبط والربط، وإن خلط المعلومات وتأليف القصص سببهما عدم “إخراسها” بنشر الحقائق.. ولنا عودة للموضوع.