الاتحاد وليفربول
والآي فون
أختلف مع من يظن أن المركز الثاني مثل العاشر.. أختلف مع من يحس بالإحباط والانكسار لأنه نافس لآخر لحظة وخسر. المركز الثاني رغم الألم إلا أنه يعطينا مؤشرًا بأن لدينا القدرة على المنافسة والفوز وإننا فقط بحاجة لـ 5 في المئة إضافية لخطف الذهب.
عندما نعتقد أن صاحب الذهب وحده خرج بموسم ناجح فإننا نظلم من اجتهد وتعب ونغفل عاملًا مهمًا يمكن البناء عليه في المستقبل وهو “المعرفة”. صاحب المركز الثاني عرف الطريق للمنافسة واكتسب الخبرة التي تجعله أقرب من أي وقت مضى للوصول للقمة.
عندما ننظر بدقة إلى بعض أكبر الشركات في العالم سنجد أن سر نجاحها هو في الصبر وعدم الاستسلام بعد الخسائر الكبرى. قصة شركة “أبل” معروفة، لكني أرى أن تكرارها مبررًا لأن قصتها تنطبق على كل من يشعر بالقنوط واليأس بعد الخسارة. فبعد نجاح كبير حققته الشركة، تعرضت “أبل” للسقوط، على مدار 12 عامًا، انخفضت مبيعاتها وشعبيتها. بل إنها تحولت للخسارة واقتربت من الإفلاس. ولكنها عادت من جديد لتكتسح العالم وتقفز للشركة الأعلى في القيمة السوقية بعد الشركة السعودية “أرامكو”.
هناك نقاش حاد بين عشاق ليفربول حول الموسم المنصرم، فهناك من يرى أن المنافسة على لقب الدوري وخسارته فشل ذريع، وهناك من يرى أن المركز الثاني في أقوى دوري في العالم والمركز الثاني في دوري الأبطال جعلا ليفربول أكثر قدرة على اكتساح الألقاب في المواسم القادمة، لأنه الآن يتسلح بالمعرفة الكافية التي لم يختبرها من ودع المنافسة مبكرًا.
وضع الاتحاد شبيه بالنادي الإنجليزي ويمكن أن يلهم النادي الجداوي العريق في التعامل مع المنافسة إلى آخر جولة والتي قد يتوج من خلالها باللقب أو يخسره.
بغض النظر عن الفائز، أجد أن الاتحاد قدم موسمًا رائعًا يمكن أن يبني عليه في الموسم المقبل. أصبح لدى الاتحاد فريق متكامل من الحارس إلى رأس الحربة، وهو شيء لم يحدث للاتحاد منذ عقد من الزمن. أصبح لدى الاتحاد القدرة على تحقيق انتصارات متتالية.. والأهم أن الاتحاد أصبح يعلم أن ما كان ينقصه لحسم الدوري مبكرًا كان “الهدوء”.
ما صعب الأمور على النمور، أنهم اعتقدوا أنهم حققوا البطولة قبل خط النهاية. الآن أصبحوا يعرفون.. وأجزم أنهم سيصلون.