الرئيس الأسبق يرى حال الأهلي مأساويّا.. ويطالب بالدعم أبو داود:
الإدارة عنيدة.. ورفضت النصائح
يعيش، بعد 16 عامًا على آخر رئاسة له للنادي الأهلي، فترةً صعبةً، وهو يرى فريقه الأول لكرة القدم الذي عشقه ينهار، ويصارع من أجل البقاء في دوري المحترفين.
الدكتور في فلسفة الجغرافيا السياسية، حقق كثيرًا من البطولات والإنجازات مع فريقه الأهلي، وصل عددها إلى 15 بطولة.
بعد اعتزاله لم يترك العمل الرياضي، حيث اختير عام 1982 مديرًا للكرة في الأهلي، وانتقل في العام نفسه إلى منصب نائب الرئيس، وفي 1984 أصبح رئيسًا للنادي حتى عام 1985، وعُيِّن مجددًا رئيسًا للأهلي عام 2003، لكنه لم يستمر طويلًا، حيث أعلن استقالته، وعاد مرةً ثالثة وأخيرة عام 2006 رئيسًا للنادي واستمر لمدة عام ونصف العام.
كذلك عمل في الاتحاد السعودي عضوًا في مجلس الإدارة، وعضوًا في المكتب التنفيذي عام 2013.
عبد الرزاق أبو داود، في حواره مع “الرياضية” تحدث عن وضع الأهلي في الدوري، وحظوظه في البقاء، وكشف عن الأسباب التي دفعت بالفريق إلى التراجع لمراكز الهبوط.
01
الأهلي يصارع غدًا من أجل البقاء في موقعة الشباب، كيف ترى هذه المرحلة الصعبة التي وصل إليها الفريق؟
مرحلة مأساوية، وصل إليها فريق الأهلي في الموسم الجاري، ولا تليق باسمه وتاريخه وإنجازاته وجماهيره العريضة. هي فترة عصيبة ومؤلمة لكل مَن ينتمي إلى هذا الكيان العريق.
02
ما الذي أوصل الأهلي إلى هذا الحال الذي تصفه بالمأساوي؟
توقَّعت، مع الأسف، منذ البداية أن تحدث مثل هذه الأخطاء بسبب التخبطات التي ظهرت عند انطلاق الموسم الجاري، وجاءت نتيجة أخطاء إدارية، من أبرزها التعاقد مع اللاعبين الأجانب والمحليين، الذين كانوا “رجيعًا ومنسَّقين” من الأندية الأخرى، وصلاحيتهم منتهية، عكس أندية أخرى أقل من الأهلي في إمكاناتها المالية، حيث ظهرت بعمل رائع واحترافي، وكانت تعاقداتها مدروسة ومثالية ومناسبة لها، وبناءً على ما تحتاج إليه خطوطها في التشكيلة، وقد ظهرت نتائج ذلك على مستويات فرقها في الموسم الجاري، مثل ضمك وأبها والفيحاء، وهذا يوضح مدى العمل الإداري الجيد فيها.
03
نريد معرفة الأسماء التي كانت وراء ما تقدَّم، وتسبَّبت في رأيك بهذه الكارثة؟
لن أقدم أي اسم، فالجميع يعرفهم جيدًا، والكلام في هذا الوقت لن يفيد ولن يحرِّك شيئًا.
04
مؤشرات الأهلي منذ بداية الموسم كانت محبطة، هل كانت هناك تدخلاتٌ منكم، أو حضور في النادي للإصلاح؟
حضرت في فترة واحدة لدعم الفريق، وتحديدًا خلال مواجهة الهلال في جدة بصحبة أحمد عيد وسفيان باناجة، وكانت النتيجة إيجابية والمستوى رائعًا، لكن بعدها حصل تدهور كبير في المستوى، جعل الفريق يصل قبل الجولة الأخيرة إلى الترتيب الـ 14.
05
في تلك المرحلة الصعبة التي تراجع فيها الفريق، لماذا لم تحضروا وأنتم رموز الأهلي وأعضاء ذهبيون في النادي؟
المؤشرات كانت غير جيدة، وما جعل الأوضاع تستمر بهذا الشكل، هو أن إدارة النادي تعمل بفوقية عجيبة، ولا تستمع إلى النصح، وتعاند أيضًا.
06
إذا كانت الإدارة فعلًا لم تتجاوب معكم ولم تستمع إلى نصائحكم، لماذا لم تحضروا في الملعب لدعم اللاعبين؟
حضوري لن يفيد أبدًا، لأن الخلل كان واضحًا في البداية، وتغييره كان صعبًا جدًّا.
07
بكل وضوح، نريد أن نعرف أين الخلل، كما أن القارئ والمشجع الأهلاوي يريد أن يعرف، من واقع خبرتك العريضة، ما الأخطاء التي وقعت؟
بكل صراحة، الإدارة والمدربون ليسوا من ذوي الكفاءة، ولا يملكون الخبرة والتجربة والعمق والتاريخ، ولا يعرفون الأهلي على حقيقته، ولا يقدِّرون جمهور النادي.
08
اللاعبون، كيف تصف مستوياتهم، وهل يتحمَّلون جزءًا مما يحدث في الأهلي؟
اللاعبون، مع الأسف، يعيشون مرحلة تخبط وضياع حاليًّا، ويفكرون في أنفسهم وفي مستقبلهم قبل أي شيء آخر، لأنهم يعرفون أن الفريق في طريقه للهبوط، ويرغبون في معرفة ما الذي سيحصل لهم، وهذا حقٌّ طبيعي.
09
ماذا تريد منهم في المواجهة الأخيرة ضد الشباب، غدًا، وهي الأمل الأخير للفريق، ولو كنت معهم ماذا ستقول لهم؟
بقي الأداء في الملعب، وهو الأداء الرجولي الحقيقي المطلوب منهم، حيث إنهم ما زالوا لاعبين في الفريق، وعقودهم لا تزال سارية، ما يحتّم عليهم اللعب حتى اللحظة الأخيرة.
10
لاعب ترى فيه القائد الذي يستطيع انتشال الفريق في مواجهة الشباب، وتوجيه زملائه لتحقيق الانتصار؟
مع الأسف، لا يوجد أي لاعب يستطيع أن يقود زملاءه حاليًّا، فلا يوجد قائد ميداني داخل الملعب.
11
أعود قليلًا لمواجهة الرائد، كثيرٌ من محبي الأهلي كانوا متفائلين، والجمهور ملأ المدرجات، لكن حدث العكس وخسر الفريق، لماذا؟
كانت واحدة من أسوأ الليالي التي عشتها في حياتي. كانت ليلة حزينة وسيئة، لم أستطع فيها النوم، وقد كنت أتوقع الهزيمة في المباراة بسبب أوجه الخلل المختلفة التي يعيشها الفريق، فلدي معرفة بما يحدث في النادي من تفاصيل، ولدينا تقرير عن ذلك، لكن أتمنى أن تحدث المعجزة ويبقى الفريق ولا يهبط إلى دوري “يلو”.
12
بعيدًا عن نتيجة مواجهة الشباب سواء كانت سلبية أو إيجابية، كيف ترى مستقبل الإدارة الحالية؟
هذه الإدارة فشلت فشلًا ذريعًا في كل النواحي، سواء المالية أو الفنية، ومن الصعب جدًّا أن يكون هناك خيار في استمرارها، حيث إنها ما زالت تتخبط في كل القرارات، والإنسان “السوي” في مثل هذا الوضع عليه أن يقرر الاعتذار والانسحاب بهدوء، والذهاب إلى حال سبيله.
13
ما رسالتك إلى رجالات الأهلي والأعضاء الذهبيين ورموز النادي وجمهوره؟
هو حملٌ، وعلينا جميعًا بوصفنا أهلاويين أن نكون قريبين من النادي، وأن نلتفَّ حوله بشكل حقيقي لا نظري، وأن نعمل على إنقاذه بعيدًا عن المجاملات، لأن النادي يحتاجنا في هذا الوقت الصعب من تاريخه.