في الدوري التاريخي.. اللقب والهبوط للكبار
مشهد الملاعب الثمانية في السعودية يسجل يوم غد موعدًا تاريخي مع ختامه، ثمان مباريات في ست مدن، يلتقي على ملاعبها ستة عشر ناديًا، من أجل التوقيع على إقرار الموافقة، على ترتيب مراكز الدوري.
الهلال في الرياض، والاتحاد في جدة، يتنافسان على المركز الأول “اللقب”، والطائي والتعاون والفيصلي والرائد و الباطن والأهلي والاتفاق، على التوالي للحصول على الترتيب من التاسع حتى الثالث عشر ما يعني “البقاء”، والهروب من المركزين الرابع عشر والخامس عشر، ومرافقة الحزم صاحب الترتيب السادس عشر والأخير.
الاتحاد الذي فرط في التمسك بالترتيب الأول في الجولتين الـ 27 والـ 28، عاد في الـ 29 ليلحق بحظوظه في إحراز اللقب بهزيمة الاتفاق، وظل الهلال الذي تيقظ من تأخره في الترتيب، لمزاحمة الاتحاد مصرًا على الحفاظ على اللقب أيضًا، بانتصار على الفتح ومعه استمرار الناديين في التساوي نقطيًا “64”، لكن هذه المرة بتقدم الهلال بفارق هدف وحيد.
هذا يعني أن فوز الهلال في مواجهة الغد، على حساب الفيصلي تتوجه بطلًا، فيما يمكن للاتحاد أن ينتزع اللقب بالفوز على الباطن في حال تعادل الهلال أو خسارته، في الضفة الأخرى يلعب الأهلي أمام الشباب في الرياض، لكن من أجل الفوز المشروط باستثمار نتائج منافسيه، ليتمكن من “البقاء” فيما أن خسارته طريقًا سريعًا للهبوط إلى دوري الأولى.
مفارقة تاريخية أن يحصل الاتحاد على اللقب، ويهبط الأهلي ولا يمكن أن يتساوى فقد الاتحاد للقب مع كسب الأهلي معركة البقاء، لكن الأمور ليس بالضرورة أن تنتهي بسيناريو واحد أو متوقع، تاريخية دوري هذا الموسم ستتعزز بأحداث جولة يوم غد الإثنين، من حيث النتائج ونوعية تفاصيل كل مباراة في المدرج والميدان وغرف الملابس والنقل التلفزيوني، ومظاهر التتويج ونوبات الحزن ودموع الفرح والوداع.
كان يكفي لهذا الدوري أن يسمى “الدوري التاريخي” لطول مدته التي لم يسبق لها مثيل محليًا، إلا أن تزعم الاتحاد مسيرة الدوري إلى أمتاره الأخيرة، بعد ثلاثة مواسم صعبة، واجه في أحدها الهبوط وجهًا لوجه، و”ريمنتادا” الهلال ثم بقاء الناديين في الصدارة نقطيًا إلى ما قبل الجولة الأخيرة، واستمرار صراع ستة أندية حتى ذات الجولة من أجل البقاء، ومن بينهم ناد كالأهلي لا شك يسجله تاريخ المسابقة بشكل يختلف عن سابقيه.
لا زلت على قناعة باستحقاق الاتحاد والهلال للحصول على اللقب، فقد بذلا ما يكفي لذلك، وبقاء الأهلي وعدم هبوطه لأن التاريخ سيقف إلى جانبه، لكن كل شيء في كرة القدم، ممكن وغدًا لناظره قريب.