2022-06-27 | 00:32 حوارات

مدرب الحراسة السعودية يكشف أسرار التألق الآسيوي
الجريسان: الاتحاد.. جهز العقيدي

حوار: مازن العسرج
مشاركة الخبر      

سجَّلت حراسة المنتخب السعودي الأولمبي لكرة القدم حضورًا لافتًا خلال نهائيات كأس آسيا تحت 23 عامًا التي فاز بلقبها الأخضر أخيرًا. ولم يكن نواف العقيدي، الحارس الأساسي، العنصر الوحيد البارز فقط في التشكيلة، إذ قدَّم زميله عبد الرحمن الشمري، حارس المرمى، مستوى لافتًا حينما دخل بديلًا له في مواجهة أستراليا، حيث نجح في التصدي لركلة جزاء، لتبقى شباك الأخضر نظيفة.
وللحديث عن مستوى حراسة المنتخب، التقت “الرياضية” عبد الرحمن الجريسان، مدرب الحراس في الأخضر الأولمبي، والذي درَّب أيضًا في أندية عدة، حيث كشف عن أسباب تميُّز الحراس السعوديين في البطولة الآسيوية، ومراحل تجهيزهم للظهور بمستوى جيد.

01
ما سر تألق نواف العقيدي، حارس المرمى، في كأس آسيا وتحقيقه جائزة أفضل حارس في البطولة؟
حققنا هذا اللقب الغالي بالعمل الجماعي، الذي كان أيضًا سببًا رئيسًا في تألق الحراس السعوديين بالبطولة، إضافةً إلى حُسن اختيارنا الحراس الثلاثة نواف العقيدي، وعبد الرحمن الشمري، وعبد الرحمن الصائبي، واستيعابهم التعليمات المقدمة لهم. بالنسبة إلى نواف، جاء اختياره نظير تألقه في المرحلة الماضية، خاصةً خلال مواجهة فريقه الطائي أمام الاتحاد، حيث سجَّل تألقًا ملحوظًا فيها، وشارك معنا بعد أربعة أيام من هذه المباراة، لذا كانت جاهزيته عالية.
02
خروج المنتخب بشباك نظيفة في ست مباريات، ماذا يعني لك بصفتك مدربًا للحراس؟
بالتأكيد، هو إنجاز غير مسبوق على مستوى القارة، والرائع في الموضوع أنه سبق تاريخي للسعودية ورياضتها، ويعني أيضًا أننا وُفِّقنا في حارس مميز وهو نواف العقيدي.
03
بعضهم استغرب من إشراك نواف العقيدي على حساب عبد الرحمن الشمري، ما تعليقك؟
الحارسان متميزان، لكن نواف خاض مباريات أكثر في دور المحترفين أساسيًّا، كما شارك في التصفيات، وفي أكثر من منافسة، لذا كان الخيار الأفضل، وهذا ليس تقليلًا من عبد الرحمن الشمري، أو زميله عبد الرحمن الصائبي.
04
عبد الرحمن الشمري دخل بديلًا في مواجهة أستراليا ونجح في التصدي لجزائية، هل رفع ذلك من المنافسة مع العقيدي ؟
نعم، هذا الأمر له دورٌ، لكن لا يجب أن ننسى دور فريق التحليل الفني والتقني بقيادة المدربين زامل التميمي، وجبريل العميري بدراسة المنافسين، خاصةً اللاعبين الذين يسددون ركلات الجزاء، عبر العودة إلى مبارياتهم مع المنتخب والأندية. كانت لدينا دراسةٌ عن كل لاعب يسدِّد ركلات الجزاء لمنتخب بلاده في البطولة، وزوَّدنا بها حراسنا، وهذا ما فعلناه في مواجهة أستراليا حيث أبلغنا عبد الرحمن الشمري بالزاويتين المفضلتين للاعب رقم 10 الذي سدد الجزائية، وعلى الرغم من تغييره أسلوبه إلا أن عبد الرحمن كان حاضرًا ونجح في التصدي للكرة.
05
مباراةٌ خشيت فيها على نواف العقيدي؟
مباراة الإمارات فقد كانت صعبةً للغاية، لأننا لعبنا بفرصتين، وأيضًا مباراة أوزبكستان النهائية، إذ كانت ظروفها صعبة للغاية، لا سيما الحضور الجماهيري الكبير، وسوء الأرضية، لذا أعددنا نواف بشكل مثالي حتى يكون حاضرًا بقوة في المواجهة.
06
كيف رأيت مستوى حراس المرمى في البطولة؟
زيون سوزوكي، حارس اليابان، كان مميزًا في البطولة.
07
سيغيب نواف العقيدي عن المشاركة في النهائيات المقبلة بسبب العمر، هل كان من الأجدر إشراك حارس بعمر أصغر؟
نعرف ذلك، لذا أحضرنا عبد الرحمن الصائبي حتى يشارك مع زملائه، ويحصل على خبرة أكثر، ويكون جاهزًا للمنافسة المقبلة.
08
ما التعليمات التي تلقَّاها نواف قبل المشاركة في المباراة النهائية؟
عملنا على تجهيزه بشكل مميز، وشرحنا له عن أبرز اللاعبين في تسديد الكرات، وأكدنا على خطورة الأطراف، والأدوار التي يجب أن يؤديها. للأمانة، لم يتم تهيئة نواف للبطولة، لكن مشاركته في عدد من المباريات قبل انطلاقها، أسهمت في حضوره الفني والذهني العالي في كأس آسيا.
09
يرى البعض ان العقيدي يسير على خُطى الحارس الأسطوري محمد الدعيع؟
محمد الدعيع استثنائي ولن يتكرر، ولا يمكن أن نستنسخ حارسًا مثله، فكما أن الدنمارك لديها بيتر شمايكل واحد، تفتخر به، السعودية أيضًا لديها محمد الدعيع واحد تفتخر به. الكاريزما والظروف مختلفة تمامًا بين الحارسين، إضافة إلى اختلاف طرق اللعب مقارنةً بالسابق، لكنني في الوقت ذاته، أرى أن نواف العقيدي حاليًّا حارس متكامل، فهو يمتلك قدمين رائعتين، ويجيد التوزيع واللعب تحت الضغط، ولديه ردة فعل عالية، وهادئ في قراراته.
10
هل صحيحٌ أن الدولي الجزائري رايس مبولحي أثنى على العقيدي؟
نعم. لدي علاقة جيدة برايس مبولحي، إذ توليت تدريبه أثناء عملي في نادي الاتفاق، وتلقيت اتصالًا منه بعد نهاية البطولة، أثنى فيه على نواف العقيدي، وقال لي: إنه حارس متكامل ولديه إمكانات رائعة.
11
أخيرًا، كيف ترى مستقبل الحراس السعوديين؟
نحتاج إلى عمل كبير ومنظَّم، وهذا يعود للمسؤولين في الأندية، لأن تكوين حارس مميز يجب أن يبدأ من سن ستة إلى عشرة أعوام، وهي مرحلة مهمة في تأسيس الحراس تكتيكيًّا وذهنيًّا، وتطويرهم قيادةً وشخصيةً، وهذا ما نجده عند كثير من الحراس في الأندية القوية. نعم لدينا مواهب في الحراسة، لكننا نحتاج إلى عمل أكبر لصناعة حراس مميَّزين، وشخصيًّا شاهدت بأكاديمية أسباير في قطر حرصهم على الحالة الجينية للحارس، ومعرفة متى يتوقف طوله، لذا أكرر تأكيدي بأننا نحتاج إلى اهتمام أكبر، واختيار مدربين بجودة أعلى لتدريب الحراس.