2022-06-27 | 23:58 مقالات

كيف انتهى الدوري التاريخي؟

مشاركة الخبر      

أغلق الستار ليلة البارحة على أحداث الدوري الممتاز لكرة القدم "دوري محمد بن سلمان للمحترفين"، وتوج البطل من على منصة الأضواء والموسيقى الاحتفالية، وسط أهازيج وصخب المدرج ودموع فرح اللاعبين، الذين لعبوا أطول دوري "زمنيًا"، والأكثر أحداثًا "تأجيلات وشكاوى وعقوبات وقضايا"، والأقسى نتائج والأكثر أندية، تصارعت من أجل البقاء.
الهلال والاتحاد اللذان كانا الأكثر استحقاقًا للحصول على اللقب، أنهيا جولتهما الأخيرة "أمس" ونال كل منهما على قدر جهده وحرصه، فلم يكن أمام الاتحاد إلا الفوز على الباطن، والاعتماد على ما سيفعله الفيصلي أمام الهلال، كذلك حاول الهلال أن يستثمر أفضلية المواجهات المباشرة، وما قد يصنعه الباطن بالاتحاد، لم يكن أبدًا من المنتظر لأي من جمهور الناديين، ملء المدرجات أو متابعة المباراتين بأعصاب هادئة كان الذهن منقسمًا بين ما يجري في جدة والرياض، وحالة التركيز على ما يجري في الميدانين صفر.
كان التمني لو أن المواجهة مباشرة بينهما، حتى يمكن التعايش مع ما ستسفر عنه النتيجة لحظة بلحظة، هذا سيساعد على استيعاب ما ستؤول إليه نتيجة المباراة، ومعها "اللقب"، كان يمكن بذلك هضم الخسارة بشكل طبيعي، وأقل حدة في الشعور والعاطفة تجاه تفاصيل المباراة، ومراسم التتويج.
مساء البارحة كان اشتباك المصالح تقاطعها وتضادها في أوجه، ستة أندية تهرب من مقعدين للدرجة الأدنى، لكن مصائرهم لم تكن أيضًا بأيديهم، إذ لم تتم أي مواجهة مباشره بينهم، الفيصلي في مقابل الهلال والباطن واجه الاتحاد والأهلي أمام الشباب والاتفاق مع الفيحاء والطائي لاقى الحزم والتعاون لعب مع ضمك كانت كل نتيجة من المباريات الست تصب في صالح نادٍ وفي غير مصلحة غيره ومنحت كل منهم ما يستحقه.
لم يمر على دوري أندية الدرجة الممتازة منذ انطلاقته 1977م، أن اجتمع حسم اللقب ومقاعد الهبوط في جولة واحدة والأخيرة من جولاته، كان ذلك رسالة للمغادرين وللقادمين أن اربطوا الأحزمة منذ جولات الدوري الأولى، ولا تضعوا أنفسكم في معركة وجودية لا تتحكمون بها، أما الباحثون عن "اللقب" فاتركوا عنكم احتفالات "صدارة بس"، التي يتم ترديدها من الجولة الأولى، وتعلموا أكثر "لعبة الدوري" جيدًا... لا مكاتب ولا تحكيم، جمع نقاط وضبط أعصاب، وتصحيح أخطاء وخطاب يبعث الاستقرار، ويمهد الطريق للهدف.