الهلال «بيت العائلة» الكبير (2)
كان الحصول على كأس الملك 1982م، بمثابة الجسر الذي انتقل عن طريقه الهلال إلى الضفة الأخرى من المجد، عمل المدرب البرازيلي المغمور “فيلهو” على إقناع الهلاليين أن التجديد يمكنه أن يضمن استمرارية التفوق، ومضاعفة ما أنجزه السابقون، حل عدد من النجوم الصاعدة بدلًا عن أسلافهم، بدا الأمر للوهلة الأولى صعبًا، أو غير منطقي، لكن الأمور تمت، بل وتوجت بالكأس.
جلس سلطان بن نصيب وإبراهيم اليوسف على دكة البدلاء، لم يمضِ أكثر من موسم على صعودهما المنصة لتسلم كأس الملك 80م، كان اليوسف القائد وسلطان النجم الذي اقتحم مرمى الشباب بكرتين أحدهما رفضت أن ترتد من الشباك إلى الأرض، سارت استراتيجية التحول بسلاسة، ولقي القائد الجديد النعيمة ومايسترو الوسط المصيبيح المباركة، للشروع في بدء المرحلة الأهم في مسيرة الفريق.
ينظر الكثيرون من متتبعي مسيرة الفريق الكروي الهلالي إلى أن جرأة القرارات الفنية التي تجد مساندة إدارية وشرفية أسهمت في أن تصبح مكونًا رئيسًا في طريقة إدارة الشأن الهلالي برمته، أقنعت الرئيس الشاب عبد الله بن سعد فيما بعد أن يعمل بأفكاره المتقدمة، لصناعة “كرة الهلال” الخاصة، وأن يصنع لاعب الهلال “الخاص”، ادخل القيم الإدارية والفنية، التي يمكن لها فرز ما يصلح ولا يصلح أن يكون هلاليًّا، فأصبح من السهل تشكل ثقافة التنافس، وشخصية الفريق، وتميز العنصر.
تتماهى السيرة الإدارية والفنية في الهلال، لتصنع بذات الطريقة تكوينات صلبة، يمكن لها أن تقاوم التحديات، ففيما رحل نجومه السابقون، بشير وبداح والفودة وفهودي والعمار والحبشي وسمير سلطان وناجي، وهم الجيل الثالث بعد جيلين حققوا كأسين للملك وواحدة لولي العهد، مبارك وبن مناحي وسوا وكندا والكبش تلاهم أبو حطبة والعليان وبن عمر ومحسن وشمروخ وآخرين، كان العمل الإداري تتالى عليه أسماء، مثل هذلول بن عبد العزيز والحمدان والعبدان وعبد الله بن ناصر والشهيل إلى مرحلة عبد الله بن سعد ومفتي وخالد بن محمد والمسعد وبندر بن محمد.
مثَّل عبد الرحمن بن سعيد الخيط الناظم، للأسماء التي عملت في إدارة الهلال، أو انضمت لعضوية الشرف، ولم يغب ظله الطويل عن “الكيان الهلالي” إلا برحيله لدار القرار، تمامًا كانت محطة لنعيمة الزمنية تدق ساعاتها، لميلاد مواهب كثر صارت نجومًا بخصائص، هي ذاتها التي أسست لها مرونة التجديد، وإيثار الأجيال، والولاء المتوارث.