الهلال «بيت
العائلة الكبير» (3)
سعى عبد الله بن سعد إلى تمتين أداء الإدارة وخلق كيمياء تمزجها بتحركات أعضاء الشرف دون أن تخل بالعمل الفني. العجوز اليوغسلافي بروشتش قرر عدم إشراك “قائد” الفريق صالح النعيمة في نهائي الكأس 84 م.
نجحت المغامرة كسب الهلال الأهلي بأربعة أهداف دون مقابل. تابع النعيمة المباراة من المقعد الأمامي لحافلة الفريق في الممر المجاور لغرفة الملابس الجنوبية. تسلم فهودي الكأس ورفع النعيمة درع الدوري الموسم التالي والذي يليه. ومضت الأمور كما يريد لها “البيت الهلالي” أن تكون.
المراقبون لرحلة الهلال يصنفون محطة عبد الله بن سعد مرحلة تأسيس ثانية. رأس الهلال في عمر الـ25 عامًا بدأ نتاجه بهذه الكأس وختم فترته الأولى بلقب الدوري 90 م وبينهما سبع بطولات. كان أول ما لفت الانتباه إليه حين ظهر في صوره وإلى جواره خالد بن فيصل بن تركي وسط سيارة مكشوفة يحمل كأس إحدى البطولات نشرت في الصحافة اليوم التالي، وقتها كان يرأس رابطة المشجعين وهي مهمة لا تسند في العادة إلى أحد الأمراء، لكنها كانت أحد عبقريات “ابن سعيد” في الاستقطاب وبناء الشخصيات الإدارية في الهلال.
لا أستطيع أن أثبت بالرغم من ذلك أن الرجلين، فيما بعد لم يختلفا على بعض الأمور، أو القرارات بعد أن عملا مع بعض عن قرب، فقد كان ابن سعيد يخشى دائمًا على الهلال، بينما كان عبد الله طموحًا يحلم بتفوق الهلال المطلق، كان يريد أن يعبر الفترة الماضية، وطيها في كتاب الأرشيف. استضاف أول بطولة خليجية للأندية في الرياض عام 86 م، واستعرض خلالها قدرته في تشكيل فريق العمل الذي أداره بنجاح نواف بن محمد، وانتهى بالحصول على كأس أول بطولة إقليمية، في تأريخ النادي.
كل شيء يتغير إلا في الهلال يتجدد ويتوسع، فبينما كان ابن سعيد عام 63 م يحيط به أعضاء إدارته الحمدان والسديري وخفاجي والعجروش والصائغ وابن شعيل والمسعود وأبو شنق ورمضان، كان لا يمل من الإشارة بفخر وتقدير كبيرين إلى الداعمين له سنوات التأسيس الأولى؛ مساعد وعبد الله وعبد المحسن وطلال وبدر، أبناء عبد العزيز، تمامًا كما فعل بن سعد ومن تعاقبوا على الكرسي بعده، كانوا ينتقلون بين مجلس الإدارة إلى مجلس الشرف والعكس في عجلة عمل جاد ودعم بلا مَنٍ، لا تتوقف عن الدوران.