الهلال «بيت العائلة الكبير»(4)
مثَّلت مدرسة الهلال الكروية الحديقة الخلفية للفريق الكروي الأول، يرجع إليها البعض الفضل في ما تحقق للهلال من بطولات منذ 85م إلى نهاية التسعين، ولو لم يكن لـ”بندر بن محمد” إلا هذه الدعامة للهلال لكفته، إن مجرد التفكير في تأسيس جيل كروي في 80م عالي الجودة على يد اليوغسلافي بروشتش والمصري الطوخي، فكرة متقدمة عن زمنها، كان الأمر أشبه ببناء الشخصية الفنية للهلال التي لا زالت سماتها ظاهرة إلى اليوم.
إلا أن البعد الأهم الذي يشير إليه عمل شرفي مستقل مواز لعمل إداري، دون أن يثير حساسية إدارة النادي، هو أكثر ما يمكن التنبه إلى أنها “كلمة السر” التي تحول دون خلاف العائلة الهلالية، بالمعنى الذي يؤدي إلى التفكك، ما جعل تجارب أخرى تحقق النجاح، مثل ما كانت عليه كرة السلة مع نواف بن محمد، أو في صورة أكثر وضوحًا الكرة الطائرة مع خالد بن طلال، وألعاب وأنشطة غيرها توزعت بين أعضاء آخرين، باستقلالية عمل شرفي، ومرجعية قرار إدارة، خلقت بيئة عمل صالحة، وحركة تطوير متوازنة.
قاعدة أعضاء الشرف المتينة، التي بناها الآباء من الأمراء وشخصيات اجتماعية، تنامت وراثيًّا وتوسعت اجتماعيًّا، لتحيط بحجم الهلال الذي كانت تكبر معه أجيال جايلت بضع سنوات أعضاء شرف المراحل الثلاث، عايشت أو سمعت قصة خالد بن يزيد مع البرازيلي ريفالينو، مقرن بن سعود على دكة البدلاء، الشهيل واستئجار المقر، زيارات محمد العبد الله الفيصل للنادي، قصص أخرى كثيرة، تروى بأسانيد أجيال تلت، تم اعتبارها تراثًا اتكأ عليه الهلال، وتعلم كيف يطوي المراحل، في سباق مع عمره، إلى أعلى مراتب المجد.
عشرون شخصية ترأست الهلال نصفهم من الأمراء، إلا أن ابن سعيد والحمدان والعبدان والشهيل، شكلوا البنية الأساس في الخمسة عشر الأولى من 57م إلى 72م، وتقاسمت الـ65 عامًا الـ65 بطولة التي توزعت على الرؤساء دون تساوٍ، وانتقل الجيل الثالث من أعضاء الشرف لكرسي الرئاسة، بدءًا بـ”خالد بن محمد” 94م وفواز المسعد 96م وسعود بن تركي 2000م وعبد الله بن مساعد 2002م ومحمد بن فيصل 2004م وعبد الرحمن بن مساعد 2008م والحميداني 2015م ونواف بن سعد 2015م والجابر 2018م والجربوع 2019م وابن نافل من 2019م حتى اليوم... في الهلال كغيره تفاصيل كثيرة إلا أن الشيطان خارجها.