كنو
وانتقالات الريال
نستغرب عندما يواصل ريال مدريد تكسير الأرقام، نعتقد أن ما يحدث في الملعب هو انعكاس طبيعي لإبداع اللاعبين، ولكن هناك ما هو أبعد من ذلك، فالريال اكتسح لأسباب كثيرة أهمها أنه لا يُبقي على لاعب يريد الرحيل لأن لدى النادي عقيدة راسخة بأن الريال أهم من أي شخص مهما كان وزنه.
آخر الراحلين عن الريال كان النجم البرازيلي كاسيميرو الذي كان أحد أهم أعمدة الفريق خلال العشر سنوات الماضية محققًا معه خمس كؤوس دوري الأبطال. وقبله رحل الدون رونالدو وفاران وراموس.
بقي الريال يحقق الألقاب وكأن أحدًا لم يرحل، اليوم نشاهد الريال في الملعب لا نرى أفرادًا ولا نجومًا، بل فريقًا يعتمد على شخصيته في تحقيق الألقاب.
قبل مباراة سيلتا فيجو تحدث أنشيلوتي عن رحيل كاسيميرو فقال:
“لم أحاول إقناعه، لقد استمعت له فقط وقررت احترام رغبته ولو ذهب فإننا نتمنى له الأفضل، هو يريد تجربة جديدة والنادي يتفهم ذلك”.
أما رئيس النادي فقال “كاسيميرو أسطورة في تاريخ النادي، وله الحق في تقرير مصيره”.
عظمة الريال تأتي من سياسة “الباب مفتوح لمن يريد الرحيل”، فلا يدمر غرفة الملابس أكثر من لاعب يرغب في المغادرة وتجبره على البقاء. في المقابل، سر فشل باريس سان جيرمان يعود لكونه يشتري ولا يبيع. الثقافة الموجودة في الفريق الباريسي تقوم على أنه بإمكانه شراء أي لاعب ولن يفرط في أي لاعب مهما كان الثمن.
نشرت الصحف الإسبانية تقارير عدة عن معاناة الفرنسي كيليان مبابي منذ تجديد عقده بعد أن كان قريبًا من الرحيل، وأن اللاعب اليوم أصبح معزولًا ومحبطًا ويختلق المشاكل مع من حوله لأنه يشعر أنه أكبر من الفريق، فالنادي قدم كل التنازلات الممكنة للإبقاء عليه ووعده بتحقيق كل رغباته بما فيها رحيل المشاغب نيمار من الفريق هذا الصيف.
قضية كنو تبين أن الهلال رغم أنه يملك ملامح الريال إلا أنه ليس الريال، فتمسكه بلاعب يريد الرحيل جعل الفريق يخسر هيمنته على غرفة الملابس. وهو حتمًا ما سيفتح الباب واسعًا أمام لاعبين آخرين أقل تأثيرًا للمساومة، مع أن الهلال سيستمر في الانتصارات حتى من دون سالم وسلمان.