أنا بلا وطن!!!
سألني أحد طلابي في قسم الإعلام بالجامعة (ماذا تعني كلمة وطن؟)، فأجبته: (اسأل من ليس لديه وطن)!.
كان من الممكن أن أجيبه بأن الوطن كذا وكذا، وأتفلسف في ذلك، ولكن مهما كانت إجابتي جيدة فلن تصل إلى عمق إجابة من ليس لديه وطن.
من ليس لديه وطن هو من يعيش خارج وطنه ولا يستطيع العودة إليه. هو من يعيش خارج وطنه ويتمنى أن يموت فيه. والأصعب والأمَر هو من يعيش داخل وطنه ويشعر فيه بـ(الغربة).
يقول الشاعر العباسي ابن عبد ربه:
الجسم في بلد والروح في بلد
يا وحشة الروح بل يا غربة الجسدِ.
فالوطن لا بد أن يتغلغل فيك ويعيش بداخلك عقلاً وجسدًا. فلا تقول أنا مشتاق لوطني، لأن الوطن ينبغي أن يكون في داخلك فكيف يشتاق الإنسان لما بداخله.
تخيل نفسك وأنت تقول "أنا بلا وطن" ما أقساها من جملة هي فقط من ثلاث كلمات ولكن فيها آلاف المعاني والمشاعر القاسية.
هذا كله ولله الحمد لا نشعر به في المملكة العربية السعودية، ولا نفكر فيه مجرد التفكير، إيمانًا بالله عز وجل، ثم إيمانًا بولاة الأمر، ومخافتهم لله فينا. نحن ولله الحمد نشعر دومًا بمملكتنا متمثلة بحكومتنا العظيمة وبتوفيق الله قبل كل شيء نشعر بأن هناك من يحتضننا دومًا ويربت على اكتافنا. ذلك هو الأمن والأمان الذي تفتقده معظم دول العالم فما أعظمك يا بلادي دمتي شامخة عظيمة تلوي الأعناق ولا تنحني أبدًا.
وكيف لا تكون شامخةً باسقةً ونحن نرى أكبر دول العالم تأتي إلى هنا لكسب (الرضا).
لعمري أن هذا هو الوطن الحقيقي هذا هو وطني الحبيب وهل أحب سواه؟.
اثنان وتسعون عامًا تسابقنا فيها مع الزمن، وانتصرنا وحرقنا فيها الكثير من المراحل، وتفوقنا على كثير من دول العالم الذين تخطت أعمارهم مئات السنين.
أما في الجانب الإنساني فحدث ولا حرج، حتى أُطلق على بلادنا مملكة الإنسانية، ولعل آخر مثال على ذلك نجاح سمو سيدي ولي العهد في الوساطة بين روسيا وأوكرانيا لتبادل الأسرى.
إن ما وصلنا إليه في مجالنا الرياضي لهو أكبر دليل على ما ذكرته آنفًا فالنقلة الرياضية الكبيرة التي يقودها سمو سيدي ولي العهد حفظه الله الذي يؤمن بأهمية الرياضة لرفعة الأوطان فجعلنا نعيش ثورة رياضية تطويرية في المنشآت وفي الاستضافات والإنجازات الجماعية والفردية تماشيًا مع رؤية سموه 2030. كل ذلك لا يعني أننا وصلنا، فلا زال أمامنا عمل كبير بلا شك ولكن الاهتمام الكبير الذي نراه من حكومتنا لهو مؤشر قوي بأننا سنصل يومًا ما لمضاهاة أكبر دول العالم في المجال الرياضي.
كل عام وخادم الحرمين الملك سلمان وسمو ولي العهد الملهم بخير وكل عام والشعب السعودي العظيم في أمن وأمان ورخاء.
يقول شاعر هذا العصر عبد الرحمن بن مساعد:
هي جواب الأسئلة إن كان أعيّاك الفضول
وهي غرام الأفئدة ربيعنا بكل الفصول.