الكلاسيكو..
الكل في الانتظار
يمكن اعتبار مواجهة النصر والاتحاد “اليوم”، شرارة دوري “روشن”، لاتفاق معظم الجمهور والمراقبين على أن دوري هذا الموسم ساخن، وربما مشتعل بفعل وقوعه فوق الكثير من “حطب” القضايا، والصراعات القانونية التي لا زال يقذف بالكثير منها في أتون “تعقيد” حسمها، كلما بدأت نارها تخمد.
الفريقان سيتحملان هذا المساء ثقل أحمالها المتعددة، بما يجعل الجوانب الفنية الأقل تأثيرًا في الحسم، والخشية من أن يحمل أحدهما أوزار “نتيجتها” التي قد تؤثر على مسيرته التنافسية على اللقب، بالرغم أنها في الجولة الخامسة التي يفترض أنها “فعلًا” لا “قولًا”، لا تشكل أكثر من ثلاث نقاط كما يحاول أنصارهما الاقتناع أنها كذلك.
أصعب ما في هذه المواجهة “غموضها”، فهي تأتي “افتتاحية” توقف مبكر لم يتشكل خلال جولاتها الأربع، ما يمكن أن يسمح بالقياس الواضح لما يمكن أن يكون قد وصل له الفريقان، من جاهزية بدنية وفنية أو عناصرية، يبنى عليها ما قد “يظهرانه” في مباراة هي في الأصل من العيار الثقيل، وكانت تحتاج إلى تمهيد أطول يسمح لهما بالتعبير عنه فعليًا، على أرض الميدان.
المسؤولية في البدء يتحملها المدربان، من خلال التحضير البدني والخططي، والقائمتان الناصريتان، اللتان يبدأن بهما المباراة وقد يفقدان بعد ذلك بوصلتهما فيما لو وقع اللاعبين تحت سيطرة “خصوصية” المباراة، بحسب “وقائعها” من خلال قدراتهم الشخصية على ضبط النفس، والالتزام بالواجبات والوظائف دون الانخراط في المواجهات “البينية”، أو الحلول الفردية غير مضمونة النتيجة ما قد تجعل الأداء عشوائيًا، ينفلت من سياق الخطة.
جمهور الفريقان هما أكثر قلقًا من اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية، لأسباب بعضها طبيعي، فالمباراة يراد لها أن تكون انطلاقة لجسر يمتد نحو دائرة المنافسة، وبعضها الآخر تفسيًا يمكن له أن يساهم في تحسين حالة المزاج أو تعكيره، وهما الحالتان اللتان أصبحت مؤخرًا قوة الدفع للالتفاف حول الفريق، أو حشره في زاوية اللوم والتعنيف، حتى غير المبرر أو المستند على حقيقة القيمة الفنية والعناصرية، ويتنافى مع الدور المطلوب من المشجع، كون المباراة معركة والدوري حرب طويلة.
الأكيد أن المباراة منتظرة من جمهور الدوري السعودي ككل، قوتها في غموضها وإثارتها في معطيات لا تتوفر كل موسم.