صدق
أو لا تصدق
عدت من بعيد، عدت بعد غياب طويل، عدت والأشواق تسبقني للقاء الأحبة، عدت وأنا أستنشق عبير الذكريات الجميلة على أمل أن أعيشها من جديد، لكنني رأيت العيون متسمرة والوجوه شاحبة، سمعتهم يتهامسون بينهم لا تخبروه لا تبلغوه لن يقوى على سماع الخبر، أدركت حينها أنني على أعتاب عالم آخر لن يكون لي فيه حول ولا قوة.
ليتهم لم يخبروني، ليتهم لم يفجعوني، ليتني ما عدت، ليتني وليتني وليتني سأظل أكررها بعد أن أدركت الكارثة أو الفاجعة أو المصيبة سمها ما شئت، لأن المسميات لن تغير من الواقع شيئًا.
كيف يعقل أن يسقط حجر الأساس في الرياضة السعودية؟ وكيف يعقل أن ينهار ركن من أركانها على يد أناس ادعوا أنهم أهله وما هم بذلك؟ لقد دمروا فيه كل جميل ولم يبق من رائحته إلا الاسم واللون، لكن عزاءنا الوحيد أنه عاد إلى أهله من جديد ليعيدوا كيانًا عظيمًا أصبح يصارع في دوري الظلام ليعود إلى النور.
في دوري الكبار ما زال العالمي يعيش في السنوات الماضية أزمة ضجيج الصفقات التي لا تتواكب مع مستوياته الفنية، لكنني أرى أن جارسيا سيجد خارطة الطريق قريبًا في ظل الجودة العناصرية التي يعيشها النصر هذا الموسم.
في دوري الكبار أيضًا لم أكن أتخيل أن أرى العميد بأظافر ناعمة ولدغة خفية بعد أن عهدته لسنوات طويلة نمرًا بمخالب جارحة وأنياب بارزة لا ترحم الفريسة أيًا كانت، لكن البرتغالي سانتو قلب الموازين وغير المنهج وغرد خارج السرب، ويبقى السؤال الأهم إلى متى سينجح في فعل ذلك مع الاتحاد؟
لا أستطيع أن أنهي حديثي عن دوري الكبار قبل أن أتحدث عن الزعيم الذي يحارب الكثير هذا الموسم ليبقى في مكانه، وأرى أن موقعة الليلة بينه وبين الشباب ستحدد كثيرًا ملامح بطل الشتاء على الأقل، وإن كنت أرى أن الكفة تميل للهلال على عكس التوقعات.
أخيرًا وأمام كل هذه المتغيرات المرعبة والمعطيات المتسارعة ألوم نفسي مئة مرة بقرار العودة إلى الكتابة في الساحة الرياضية بعد انقطاع سنوات، لكن مقاومة مهارات الإقناع لدى صديقي العزيز بتال القوس أشبه بالمستحيلة رغم محاولات الكثيرين في إقناعي بالعودة، رغم أنني تسلحت بكلمات كوكب الشرق وأنا أعتزل الكتابة قائلًا: “أنا لن أعود إليك مهما استرحمت دقات قلبي” إلا أنني أجد نفسي بعد كل هذا أخط لك عزيزي القارئ أحرفي هذه ولسان حالي يقول صدق أو لا تصدق.