رسائل محمد عبده
محمد عبده رمز فني كبير، لا يمكن قراءة تاريخ الموسيقى العربية عامة دون أن يمر اسمه في صدارة الحديث.
هذا كلام لا تخالطه المجاملة، ولا تسوقه رغبة شخصية، فالعبد لله كاتب الحروف يسمع الموسيقى فقط ولا يمارسها ولا تتقاطع أي خطوط منها في أي خط في حياته عمليًّا.
البارحة استمتعت كثيرًا بأبو نورة، وبقفشاته مع أصدقائه الصاعدين والمخضرمين الذين شاركوه ليلته الأولى في موسم الرياض بنسخته الثالثة، وتأكدت أن عبده لا تخونه العبارات ولا يخطئ في التصاريح كما يقول محبوه الخائفون عليه من عاقبة ما يقول.
فنان العرب، وزعيم الفن يعني كل كلمة يقولها، لا تفلت منه الحروف دون قصد، رجل يصيغ رسائله المثيرة ويطلقها قاصدًا عامدًا مقتنعًا.
مع الصاعد عايض، قال فنان العرب كلامًا مهمًا لقي صدى واسعًا، أحدهم عنونها بـ “الطامة” وآخر قال ليته يغني بس وما يحكي، وثالث قال: هذا هو محمد عبده مهما حاولت توجيهه.
محمد عبده الفنان الذكي جدًّا في قيادة نفسه وسط دهاليز ودروب الفن منذ سبعين عامًا، هو نفسه الذكي الذي يصيغ رسائله في حواراته الطويلة والخاطفة، لا شيء كان وليد اللحظة، لا شيء منها كان زلة لسان، كلها مسجات تم صياغتها عن سابق تأمل واقتناع.