حمزة صالح..
صدم أحد.. رفض النصر.. وسجل في الأهلي
بفي أمريكا خلال نهائيات كأس العالم (1994م) لعب بديلًا لقائد المنتخب، فؤاد أنور (موقوف بالبطاقات) مباراة بلجيكا كاملة. وعندما أطلق الحكم الألماني كروج صافرة قبل نهاية المباراة، انطلق فرحًا بطريقة هستيرية إلى خارج الملعب معتقدًا أن اللقاء انتهى، لكن أحمد جميل لحق به وشده من قميصه، وقال له: (أيش فيك لسه ما خلصت المباراة). في موقف أدهش وأضحك الجميع.
بدأ من جدة. وبرز في ملاعب أحياء المدينة المنورة (مواليد 1967م). من هناك التقطه كشافو أعرق أنديتها. نادي أحد. تدرب معهم. وغادر إلى معسكر الفريق الإعدادي بالقاهرة. تمسك به مدرب الفريق. وطالب الإدارة بقيده في سجلات النادي، لكن إداريو النادي لبعضهم البعض.
تُرى ماذا كان يدور في ذهنهم من حيرة وتعجب؟!
اللاعب لا يحمل الجنسية السعودية! ما هو الحل؟
هكذا دار التساؤل بين القائمين على النادي. فاقترح أحدهم توجه بعض رجالات النادي من الشرفيين إلى أمير المنطقة حينها، الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز (يرحمه الله). وطلب السعي منه لتجنيس اللاعب. نظرًا لموهبته وحاجة أحد لخدماته. وبالفعل لبى أمير المنطقة رغبتهم.
حصل اللاعب على الجنسية. لكن النادي لم يحصل على خدماته!! ذهب وسجل بالنادي الأهلي في جدة. مفاجأة صادمة للأحديين. وحكى حمزة في أحد اللقاءات الصحافية سيناريو عجيبًا لما حدث له، قائلًا:
بعد إنهاء إجراءات الجنسية في الأحوال المدنية، لم أتسلم البطاقة وأخبرني مدير الأحوال المدنية في المدينة بأنه سيسلمها للإمارة، وفعلًا قام بتسليمها لمحمد الطيار مدير مكتب الأمير عبد المجيد في ذلك الوقت، ولكن الطيار احتفظ بالبطاقة لأكثر من ثلاثة أشهر وشعرت بأن هناك أمرًا يحاك في الخفاء، وفعلًا تكشفت الأمور واتضح بأن الطيار قام بالتنسيق لتسجيلي رسميًا في نادي النصر، حيث اتصل بي الطيار وطلب مني الحضور لمكتبه في الإمارة وذهبت له ووجدت مندوب نادي النصر إلى جانبه في المكتب، وكان الطيار حينها قد علم بأني ذهبت إلى النادي الأهلي وأجريت تمرينًا معهم بحضور الأمير خالد بن عبد الله واقتنع مدرب الأهلي بقدراتي، لذا حاول أن يسارع بضمي إلى صفوف نادي النصر وعرفني على المندوب وأخبرني أن نادي النصر يرغب في تسجيلي رسميًا، وقال: “أنت أمام خيارين، النصر أو أحد، وعليك أن تنسى النادي الأهلي”.
هل انتهى السيناريو العجيب إلى هنا؟ بل استسلم اللاعب لقدره. وأضاف قائلًا: اخترت نادي النصر وقام الطيار بتسليم بطاقتي للمندوب النصراوي الذي سافرت معه إلى الرياض تمهيدًا للتسجيل رسميًا للنصر، وفي مطار المدينة طلبت من المندوب رؤية بطاقة الأحوال الشخصية الخاصة بي، واستلمتها منه ثم احتفظت بها في غفلة منه، وعند وصولنا إلى الرياض ذهبنا لنادي النصر والتقيت الأمير عبد الرحمن بن سعود (يرحمه الله) ودار الحديث بيننا ثم سألني عن طلباتي واشتراطاتي للتسجيل في النصر، فطلبت 100 ألف ريال، ويعتبر هذا المبلغ مجزيًا في تلك الأيام، كذلك طلبت سيارة وسكنًا ووظيفة، حيث إن نظام الاحتراف لم يطبق بعد في ذلك الوقت، عندها قال لي الأمير عبد الرحمن بلطف وشفافية: “يا حمزة هذا المبلغ لم يأخذه ماجد عبد الله عندما انضم إلى النصر، ولكن خذ هذه الخمسة آلاف مني شخصيًا واذهب إلى أهلك وشاورهم في الأمر، وإذا اقتنعت بشروط معقولة عد إلينا للتفاوض مجددًا”.
بعد عودته إلى المدينة المنورة، تلقى عرضًا جديدًا من الأهلي بطلب من الأمير خالد بن عبد الله، الذي التقاه في بيته. ووافق على الانضمام إلى قلعة الكؤوس: وافقت دون شروط. حتى شرط الـ100 ألف نسيته. كنت ميالًا للأخضر والأبيض 1990م. وحقق معه كأس ولي العهد (1998م).
اعتزل اللعب عام 2011م مع نادي أحد. ولعب قبلها للأنصار بعد مغادرته الأهلي.
استدعاه المدرب البرازيلي نيلسينيو مارتينيز لبطولة كأس العرب بسوريا في شهر سبتمبر 1992م.
* كان خيارًا مفضلًا للمدرب محمد الخراشي، ولعب تحت قيادة كاندينو وكارلوس ألبرتو بيريرا الألماني أوتو فيستر.
* كانت خانته في وسط الملعب خلال فترة لعبه تعج بالنجوم مما قلل فرص مشاركته أساسيًا لكنه بقي خيارًا وبديلًا (جوكر) بيد المدربين فلعب بدلًا عن سعيد العويران في الكثير من المباريات، وبديلًا لخالد مسعد وفؤاد أنور وعبد العزيز الرزقان وخالد الهزاع وصالح الداود.
* وصفه المدرب الشهير كارلوس ألبرتو بيريرا بأنه ورقة مهمة بيد أي مدرب. ومدحه الخراشي ونيلسينيو وكاندينو وأثنوا على موهبته وانضباطه الفني والسلوكي.