مارادونا وبيليه..
عاش من عاش ومات من مات
أصبح نيمار على بُعد هدف واحد من الرقم القياسي المسجَّل باسم رجل البرازيل بيليه، الراقد في المستشفى حاليًّا، واحتفل النجم الباريسي ببلوغ “السامبا” الدور ربع النهائي من المونديال القطري.
على الضفة الأخرى، قاد زميله في الفريق الفرنسي، ليونيل ميسي، الأرجنتين إلى المرحلة ذاتها، وسجَّل ابن الـ 35 عامًا في ظهوره رقم 1000 في مسيرته إجمالًا هدفه التاسع في نهائيات كأس العالم، متجاوزًا العبقري الراحل دييجو مارادونا، لكن على بُعد أمتار قليلة، تقول الجداريات العملاقة في شوارع الدوحة: إن الأساطير لا تفنى.. وأن المجد وفيٌّ لعظمائه.. وأن مارادونا وبيليه بالمختصر المفيد هما كرة القدم، عاش من عاش ومات من مات.
ويرى الكاتب بوبي جوش في مقال له في “ذا برنت” الإنترنتية: “مارادونا أعظم لاعب كرة قدم في التاريخ، والسبب أنه لعب خلال مسيرته في فرق لا تضم لاعبين من الطراز الرفيع، ومع ذلك حقق نجاحًا منقطع النظير، وصعد سلم المجد بأدوات متواضعة”.
وضربت البرازيل بفوز كاسح كوريا الجنوبية 4ـ1، بعد أن وجّه بيليه رسالة قبل ساعات من المباراة، قال فيها: “أريد أن ألهمكم.. سأشجع كل واحد منكم”. وقدم اللاعبون أفضل أداء لهم في قطر حتى الآن، وردوا التحية لابن الـ82 عامًا بلافتة، تُظهر صورته يحتفل بهدفه الشهير في نهائي 1970 في الشباك الإيطالية عندما حقق لقبه الثالث.
ربما يعتلي ميسي أو نيمار منصة التتويج بلقب كأس العالم 2022، لكنهما لن يصبحا بيليه أو مارادونا على وجه التحديد والتدقيق، لسبب فريد وفق مراقبين كثر، “ابن الفضة” المعجزة الذي منح بلاده أغلى الألقاب وأثمنها 1986.
مارادونا استثناء، صنع الإعجاز من لا شيء.. هنا الفرق مهما بلغوا من أرقام وإنجازات.
أباطرة المجد، محفورون بالذاكرة ومحفوظون بالتاريخ.. وطبعًا منحوتون على الجداريات.