تمدحني
أحبك
قبل المونديال كانت هناك مطالبات للإعلاميين بالوقوف مع المنتخب، وذلك من خلال المديح (امدح فقط ولا تنقد).
هذه العبارة سمعتها كثيرًا، وللأسف هي مطالبات خاطئة تمامًا وتضر أي منظومة.
تخيل أنت كشخص لديك أخطاء وأنا أمدحك، ماذا سيحدث لك؟
بالتأكيد ستفشل.
كثيرون لا يعرفون معنى النقد ويظهرونه وكأنه (سبه) فيأتيك أحدهم قائلًا: (يا أخي أنت بس تنقد).
الحقيقة أن النقد يعتبر من أهم عوامل النجاح، فالنقد هو إظهار مواطن الضعف والقوة والإيجابيات والسلبيات، وبالتالي يستفيد المنقود فيعزز مواطن القوة ويعالج الضعف فيتطور، وهذا ما تحتاجه رياضتنا ومنتخبنا الأول تحديدًا.
يقول المثل: رحم الله امرئ اهدى إليَّ عيوبي.
ويقول المثل الحجازي: يا بخت من أبكاني وأبكى الناس عليَّ ولا ضحكني وضحك الناس عليَّ.
قد أمدحك وأنت تفرح، ولكن مدحي هذا قد يكون سببًا في نهايتك، والعكس صحيح فقد أذكر لك أخطاءك فتغضب مني، ولكن كلامي هذا يكون سببًا في نجاحك.
المسؤول الناجح الواثق في نفسه يسعد بالنقد، أما المسؤول الفاشل فلا يريد إلا المديح، فشخصيته المهزوزة لا تتحمل النقد.
وعلى المسؤول أن يسأل نفسه: بالرغم من أخطائي لماذا يمدحني ذلك الإعلامي دومًا؟!
لو كان الأمر بيدي لعاقبت الإعلاميين المادحين دومًا، لأنهم سبب رئيس لفشل أي منظومة وليس الناقد الحقيقي هو المعرض دومًا للعقوبة، فالناقد الحقيقي يجب تكريمه وليس وضعه تحت الضغط بالتصيد له حتى ولو على كلمة!.
لا شك أن المنتخب المغربي وضع المنتخبات العربية في ورطة في المونديالات القادمة، فالسقف ارتفع ولم يعد مسلسل التمثيل المشرف ينطلي على الجماهير. فأصبح المشرف هو الوصول للإدوار المتقدمة بل والمنافسة على المراكز الأولى، وهذا يحتاج إلى اتحادات قوية وفاهمة وتقبل وتسعد بالنقد. أيضًا نحتاج إلى إنشاء منظومة إعلامية رياضية قادرة على النقد الحقيقي إعلاميين مسلحين بالعلم والمعرفة وقبل ذلك الأخلاق. فبهكذا إعلام لن نفلح.
يقول أحد المتابعين للإعلام الرياضي: اختلط الحابل بالنابل والمتابع تاه بين الغث والسمين.
قلت له: إن السيئ معروف والمميز معروف.
قال لي: نعم ولكن عندما يعمل البعض على توجيهنا بإظهار السيئ كقدوة
هنا مكمن الخطر!.
فلو قلت لهم إن فلانًا لا يمت لأخلاقيات الإعلام بصلة يأتيك الرد: كيف تقول هذا ونحن نراه يعتلي المنابر بل ويلقي المحاضرات في المنتديات والمؤتمرات!