ثلاثة قرون
من الولاء
منذ ثلاثة قرون ونحن ننعم بالعزة والكرامة.. لم ينحنِ لنا رأس ولم تُحبس لنا أنفاس، بقيت العلاقة بين القيادة والشعب مختلفة ومتفردة لم يشهد التاريخ مثلها. سرّ الحب في أن “آل سعود” منذ اليوم الأول حكموا بعدل واحترام للناس.. حكموا بالمثل الطيب وحسن المعاملة.
ما جعل الدولة السعودية تستمر مئات السنين رغم كيد الكائدين أن الشعب يدين بالولاء للقيادة سمعًا وطاعة وحبًا وكرامة.
من ينظر للمملكة من الخارج لا يدرك عمق العلاقة بين الشعب والقيادة ويعتقد أنها علاقة حاكم ومحكوم. العلاقة ضاربة في القدم ومتغلغلة في الجذور، فحب أجدادنا الأوائل للأمام منذ التأسيس يتضاعف ويكبر جيلًا بعد جيل، وسيبقى الحب ما بقي النبض للملك وولي العهد.. وسيبقى أولادنا وأحفادنا أكثر حبًا وولاءً لأنهم من وسط القلب يشربون.
كل مشروع يُدشن اليوم هدفه الإنسان فهو محور الرؤية وروح جودة الحياة وسبب برامج الاستدامة والابتعاث، وهو المحرك الأول للارتقاء بمستقبل المملكة.
قد لا نحس أحيانًا بما يُقدم لنا، لأننا تعودنا على ذلك، ومع الوقت بدأنا نحس أن كل حكومات الأرض تعامل شعوبها بقدر الحب والاحترام والحرص الذي نلمسه من قيادتنا.
عندما ذهبت لبريطانيا للدراسة سألني زميل “كيف استطعت دفع رسوم الدراسة الباهظة؟”
قلت له إنني مبتعث والملحقية الثقافية السعودية في بريطانيا تدفع كل المصاريف.
استغرب وهز رأسه بحسرة ثم قال:
أنا حصلت على قرض من البنك لكي أدفع رسوم الدراسة وسأبقى سنوات طويلة بعد الوظيفة أسدد الديون.
قلت له:
أتعلم أن الملحقية تدفع لي راتبًا شهريًا يغطي السكن والمعيشة..
ثم أضفت:
ما لا تعلمه، أني أحصل على نصف راتبي الوظيفي في السعودية وأن مدة ابتعاثي محسوبة من خدمتي الوظيفية.
هممت بإخباره بأن الملحقية تدفع للطلاب مصاريف الكتب والطباعة ومكافئة تفوق وغيرها، ولكني خفت أن يفقد وعيه بعد أن احمرَّ ثم اصفرَّ وجهه.
كل الأجواء مهيأة للإبداع والتميز، الأهم أن نفكر بإيجابية لخدمة هذا الوطن العظيم.
ثلاثمئة عام على تأسيس وطننا الغالي واليوم نعيش القمة وذروة الدولة وعظمتها بفضل قيادة مولاي الملك سلمان، وملهمنا وعراب الرؤية سمو ولي العهد الأمين، ربي احفظهما.. اللهم آمين.