الحكم المحلي.. اسمح لي
إصرار الاتحاد السعودي على تكليف الحكم المحلي بإدارة مباريات دوري روشن السعودي، يقلِّل من مستوى الدوري، ويزيد من مساحة الجدل، ويعطي الأندية عذرًا معلبًا وجاهزًا للتقديم، لذا أجد أن الاستعانة بالحكم الأجنبي في جميع مباريات الدوري هي الأنسب، ولي في ذلك أسبابٌ عدة، أوجزها في التالي:
أولًا: الحكم المحلي يتأثر بالضغوط الجماهيرية، فهو يتابع ما يدور في البرامج الرياضية، والمنصَّات الاجتماعية، ويعرف جيدًا أن أي قرار ستكون له أثارٌ اجتماعية عليه وعلى أسرته، وقد تمتد فترات طويلة، عكس الحال مع الحكم الأجنبي، الذي تنتهي علاقته بالمباراة بمجرد خروجه من الملعب.
ثانيًا: الحكم المحلي لديه تاريخٌ مع الأندية المحلية، لذا لدى الجماهير والمسؤولين حُكمٌ مسبقٌ عليه، وهناك قراراتٌ تحكيميةٌ بقيت تطارد حكامًا عشرات السنين، لذا يدخل الحكم المباراة في محاولة لإثبات أن ركلة الجزاء التي احتسبها قبل ثلاثة مواسم، لا تعني تحيُّزه ضد ذلك النادي، أما الحكم الأجنبي فلا يعرف أسماء الأندية، ويكاد لا يميِّز بين ألوانها أيضًا.
ثالثًا: سلوك اللاعبين والمدربين مع الحكم الأجنبي، يختلف عنه مع الحكم المحلي، فهم يتجرأون على الأخير، ويناقشونه في كل قرار، ما يجعله يفقد السيطرة على إدارة المباراة، عكس الحكم الأجنبي الذي يتمتع بهيبة وشخصية، تجعلان اللاعبين يحترمون قراراته، وأي لاعب يناقشه، يجد بطاقةً صفراء في انتظاره، تجعله يتحاشى الاقتراب من الحكم حتى نهاية المباراة.
رابعًا: وجود الحكم الأجنبي طبيعي في ملاعبنا، فنحن نستقطب أفضل اللاعبين، وأنجح المدربين، بالتالي نريد أفضل الحكام في العالم.
خامسًا: تكليف الحكم المحلي بمباريات الدوري لم يسهم في رفع مستواه، فالحكم المحلي تم دعمه لعشرات السنوات، ولا نجد أنه استفاد من هذا الدعم، بل أجد العكس، فإدارته المباريات الجماهيرية، أدى إلى تراجع مستواه وتقليل ثقته في نفسه.
أخيرًا: يجب أن يكون الهدف الرئيس أمام الاتحاد السعودي والرابطة تطويرُ الدوري، وجعله جاذبًا للمشاهد، فإذا كنا سمحنا بثمانية لاعبين أجانب على حساب اللاعب السعودي، وسمحنا بالحارس الأجنبي على حساب الحارس السعودي، فالأولى ألَّا نفرض الحكم المحلي الذي يؤثر بشكل مباشر في جودة الدوري.