إنهم يعتلون المنابر يا سلمان
ردود الفعل الإيجابية التي رأيناها من المتخصصين وغير المتخصصين في الإعلام على تعيين معالي الاستاذ سلمان الدوسري وزيرًا للإعلام ليست بغريبة كما تساءل البعض، فمعاليه هو أحد أبناء الإعلام الذين عملوا وتدرجوا في مناصب مختلفة، قرأنا له وشاهدناه وسمعناه كثيرًا، وكان وما زال هناك شبه إجماع على رقيه ومهنيته وأخلاقياته، وأيضًا إثارته المحمودة، ودعوني هنا أركز على الإثارة الإعلامية التي استغلها البعض وللأسف بصورة فجة، خاصة في الإعلام الرياضي الذي سأتحدث عنه في مقالي هذا دونًا عن باقي التخصصات الإعلامية، فكلنا يعلم مدى تأثير الرياضة في معظم سكان الكرة الارضية وليس في المملكة فقط.
الإثارة في هذا العصر أصبحت مطلوبة خاصة بوجود مواقع التواصل. ولكن ما هي المعادلة الصحيحة للإثارة والتي لا يستطيع أن يقدمها إلا إعلامي حقيقي يعلم أن تسميم العقول أخطر من تسميم البطون، إعلامي يعي أهمية الكلمة وحجم تأثيرها على الأجيال كما يقول الشرقاوي:
الكلمة نور وبعض الكلمات قبور.
إثارة + أخلاقيات = إعلام حقيقي.
هذه هي المعادلة الصعبة على من يفقد أدواتها والسهلة على من يملك ثرواتها.
فالإثارة المطلوبة لبناء أجيال محترمة واعية قادرة على تكوين رأي صائب تجاه الأخبار أو القضايا لم تكن يومًا بالخروج عن الآداب أو إثارة الفتن أو التعصب أو (التشقلب). فسهل جدًا تقديم إثارة بلا أخلاقيات والأمثلة كثيرة جدًا. كثرة المشاهدة والمتابعة أو اللايك والرتويت ليست مقياسًا للنجاح، فأسوأ المحتويات هي الأكثر مشاهدة ومتابعة. إنهم يرفعون نسبة المشاهدة بمحتوى مدمر فيصبحون منصة للإعلانات، حقًا إنه أمر مؤلم. أسأل طلابي في قسم الإعلام دومًا هل تتابعوا فلانًا أو فلانة يقولون نعم فأسألهم على الفور هل تحترمونهم فتكون الإجابة: لا!!!
وتبقى المشكلة أنه لمجرد المتابعة فقط سيتأثرون سلبًا ويصبح معظمهم بشخصيات (هشة) ويكونون ضحايا لذلك التأثير.
إذًا كيف نحميهم؟
هذا هو السؤال المهم. أعلم أننا لن نستطيع منع كل السيئين من الظهور ولكن علينا ألا نقدمهم للمجتمع كقدوات، ولا نجعلهم يعتلون المنابر الإعلامية وندعوهم إلى المؤتمرات والمنتديات ليتحدثوا عن أخلاقيات الإعلام التي لا يمتلكونها أصلًا. هذا هو أهم ما نريده من معالي الوزير سلمان الدوسري وخاصة في الإعلام الرياضي الأكثر تأثيرًا وهو بلاشك يعلم كل دهاليز إعلامنا الرياضي وغير الرياضي. انشغال الشباب بالرياضة مهم نعم وأفضل من أن ينشغلوا بأمور أخرى سيئة ولكن دعونا نشغلهم بإعلام رياضي محترم ومثير أيضًا نحو جيل واعٍ محترم خالٍ من التعصب والتشنج و(الهبل).