النقل التلفزيوني وبي إن سبورتس
انتشرت أخبار متفرقة عن حصول قنوات بي إن سبورتس على حقوق نقل الدوري السعودي، وبغض النظر عن صحة ذلك، أجد أنها فرصة للحديث عن فكرة بيع الحقوق لقنوات خارجية للمساهمة في وصول الدوري لشريحة أوسع من المشاهدين.
في البداية أنا مع التوسع في نقل الدوري السعودي عبر عدة قنوات، وضد بيع الحقوق حصريًّا لقناة واحدة، لأن فكرة الاحتكار تقتل التنافس على تقديم الأفضل، ولا تعطي المشاهد حرية الاختيار بين القنوات الناقلة.
قنوات “إس إس سي” لم تقدم الدوري بالشكل المأمول فيما يتعلق بالنقل والتعليق والتحليل، وحتى لا نقع في الخطأ ذاته أتمنى وضع شروط صارمة تتعلق “بالجودة” على القنوات التي ستُمنح الحقوق.
أهم تلك الشروط معلقون مميزون، لأن معلقي المباريات الحاليين أجبرونا على مشاهدة المباريات بصوت مكتوم.
التحليل يجب أن يتم اختيار أفضل المحللين، لا نريد محللين لم يمارسوا كرة قدم على مستوى المحترفين، فهذا خطأ لا يمكن قبوله، لأن لاعب الكرة عندما يحلل فهو يملك الشرعية من خلال ممارسته للعبة ومعرفة أسرارها، أما المهتم فهو يصف شيئًا لم يجربه أبدًا.
النقل يجب أن يكون أفضل وأجمل وبجودة عالية. أُميز مباريات الدوري الإنجليزي من أول ثانية بسبب شكلها على الشاشة. الدوري المثير بحاجة لخبرة كبيرة لنقل تلك الإثارة من الملعب إلى الشاشة، النقل اليوم يركز على إداري الفريق أكثر من المدرب، ويعطي رئيس النادي مساحة أكبر من كابتن الفريق.
أعرف أننا محبطون من النقل التلفزيوني، ولكنني أتمنى ألا يدفعنا هذا الإحباط للتوقيع مع قنوات لا تعطي الدوري القيمة التي يستحقها.
الأسوأ من ذلك أن تقوم تلك القنوات باستقطاب شخصيات تبدأ بمهاجمة الدوري والقيادات الرياضية، ولنا تجارب سابقة ساهمت في إفشال تجربة منح الحقوق لقنوات غير سعودية.
الدوري السعودي رائع ومتابع، ولكن يجب ألا ننظر له على أنه منتج تجاري يمُنح لمن يدفع أكثر، فهناك عدة اعتبارات يجب أن نضعها في الحسبان، منها جودة النقل وجودة العاملين في التعليق والتحليل، والأهم شرط احترام المملكة وعدم استغلال حقوق النقل لتمرير رسائل غير محببة.
لو خُيرت بين “إس إس سي” والقنوات التي سبق لها نقل الدوري السعودي لاخترت “إس إس سي” دون تردد.