قرار
رمضان
مطلع كل عام ميلادي جديد، يظهر مصطلح “New Year Resolution”، الذي يعني رؤية العام الجديد، أو بعبارة أدق قرار يتمُّ اتخاذه لتغيير إيجابي في السلوك والعادات الشخصية في الأول من شهر يناير، فيقرِّر الإنسان في ذلك اليوم ترك سلوك سلبي، أو البدء بسلوك إيجابي، وهي فكرة رائعة لتطوير الذات وتقويم السلوك، لذا يحرص الناجحون على التغيير السنوي الذي يحققه التبديل السلوكي الإيجابي، ولذا أكتب اليوم عن فكرة مماثلة، هي “قرار رمضان”.
في هذا الشهر الفضيل يتغيَّر كل شي في حياتنا بشكل نحبه جميعًا، ويبدأ التغيير من نظام اليوم، وتفاصيله التي يحكمها الصيام، فمع تبدُّل أوقات الأكل، يتغيَّر وقت النوم والدوام والنشاط والحياة الاجتماعية بشكل عام، ويشمل ذلك تغيُّر مواعيد صلاة العشاء، وتزايد المصلين في المساجد للتراويح، ومعها أوقات الذروة، وساعات نشاط المحلات التجارية، والوقت المخصَّص لرياضة المشي، ومشاهدة التلفزيون، وهذا التغيير الشامل يشجعني على دعوتك عزيزي القاري على تبني “قرار رمضان”.
ولتتضح الفكرة، سنعرض بعض الأمثلة على القرارات التي يمكن اتخاذها والالتزام بها في شهر الخير والتغيير، فالمدخن على سبيل المثال أكثر الناس معرفةً بمضار التدخين، وعلى الرغم من ذلك لا يصبر ساعةً دون تدخين سيجارة، فيأتي رمضان، ويصوم أكثر من 12 ساعة، ويكتشف أنه قادر على الابتعاد عن سيجارته التي أدمنها، لذا فرمضان فرصة للإقلاع عن تلك العادة السلبية، والمثال الآخر عن رياضة المشي التي يمارسها الغالبية في شهر البركة والحركة، حيث تمتلئ الأسواق والمتنزهات بممارسي هذه الرياضة بوصفها جزءًا من جدولهم اليومي، الذي نتمنى استمراره بعد رمضان، ولعل التغيير الإيجابي في سلوك الصائمين بشكل عام يكون سببًا لاختيار التغيير المناسب في “قرار رمضان”.
تغريدة tweet:
أتمنى أن نستفيد من هذا الشهر، ليكون محطةً للتغيير الإيجابي الدائم الذي يتجدَّد ويتحسَّن كل عام فمن غير المنطقي أن نعود في شوال إلى سلوكنا في شعبان دون أن نستفيد من التغيُّر الذي حدث في رمضان! إنها فرصةٌ عظيمةٌ لتطوير الذات، وتحسين السلوك، وتبديل العادات السلبية بعادات إيجابية، وأنا على يقين بأن “قرار رمضان” سيكون أكثر تأثيرًا من “New Year Resolution”، لأن السلوك يتغيَّر بشكل تلقائي في الشهر الفضيل، وبالإمكان الاستمرار عليه، فقط جرِّبوا أن تختاروا التغيير الذي تحافظون عليه بعد رمضان، وعلى منصات التغيير نلتقي.