إعلام الاستقدام
لا يعيب الإعلامي الرياضي العمل في دائرة حكومية أو شركة خاصة أو ممارسة النشاط التجاري، بجانب ممارسته لمهام إعلامية وفي أي مجال أو تخصص.. هذا يحدث في كل مكان حول العالم وليس مقتصرًا لدينا فقط.. في مصر وفي أوروبا وحتى في أمريكا هناك صحافيين أو كتاب رأي يتركون علاقتهم مع الصحافة والإعلام أشبه بالهواية والاستمتاع.. وهذا لا ينقص من قدرهم أو عطائهم أو إبداعهم، فالفيصل في النهاية هو النتيجة النهائية والمحصلة الأخيرة.
قبل أيام سمعت واحدًا من الذين أفنوا أعمارهم في الصحافة الرياضية، والظهور على كل الشاشات، يهاجم وبطريقة كاريكاتورية، إعلاميًا يعمل في مكتب استقدام خلال الفترة الصباحية.
لو كان كلامه هذا ذهب في الهواء الطلق مثل غالبية ما يردده من سنوات لما توقفت عنده، لكن حينما أيده وتعايشت معه أسماء إعلامية توصف بالخبيرة والكبيرة كان لزامًا عليَّ أن أتدخل كما يحدث في برنامج الصدمة.
فعلًا أنا مصدوم، ليس لأن صاحبنا الذي راح يسخر من زميل مهنته الذي يعمل في مكتب استقدام، هو نفسه أمضى قرابة أربعين عامًا على رأس العمل الحكومي كان فيها صحافيًّا وكاتبًا وحكواتيًا، في التلفزيونات وأيضا في مجالس الإداريين وأعضاء شرف أندية متخاصمة.. أنا مصدوم وعاجز حتى عن التعليق على قضية ساذجة أراد فيها صاحبنا لعب دور البطولة، واعتلاء منصة الدفاع عن الإعلام وأهله.. فيما الحقيقة الجارحة هي وبكل وضوح تقول إن الإعلام ما تضرر، وما تراجع، وما فقد هيبته ومكانته إلا من هذا وأولئك الذين يعتبرون كلامه عين العقل..!!